الأحبابي يؤكد على أهمية تحليل بيانات الأقمار الصناعية وايجاد نهج عالمي موحد لرصد الأرض

09 ديسمبر 2015

أكد سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء على أهمية خدمات تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية المختصة برصد الأرض، وضرورة توفير نهج موحد ومنظم لجهود الرصد التي تبذلها دول العالم لمراقبة البر والبحر والجو.

جاء ذلك في كلمة القاها خلال فعاليات المؤتمر الدولي الخامس حول رصد الأرض لدراسة التغيرات العالمية والمؤتمر الدولي السابع حول تقنيات المعلومات الجغرافية في إدارة الكوارث الطبيعية، والذي تنظمه جامعة الامارات في مدينة العين بالتعاون مع معهد واترلو لإدارة الكوارث في الفترة من 8 الى 10 ديسمبر الجاري.

وصرح سعادة الأحبابي: "أظهرت العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والتجارية في الدولة أهمية هذه الخدمات، لاسيما وأنها أصبحت في الوقت الحالي بمثابة عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال في نظم إدارة المعلومات الجغرافية. وتستخدم بيانات رصد الفضاء المستقاة من أنظمة الأقمار الاصطناعية في الوقت الحالي بشكل روتيني، ويقترن استخدامها مع مصادر أخرى للبيانات من بينها التصوير الجوي ونظام رسم الخرائط للمناطق الحضرية بالليزر ورصد طقس كوكب الأرض لإنتاج وبناء قواعد البيانات الخاصة والزمانية المتكاملة، إلى جانب توفير الخدمات التي تعتمد على تحليل شمولي لهذه البيانات".

وأضاف: "تشمل هذه الخدمات رسم خرائط المخاطر المرتبطة بتغير المناخ وتقييم مكامن الضعف، بما في ذلك وضع النماذج وتحليل الآثار الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوقع ضعف الرؤية بسبب العواصف الرملية والطقس الغائم والامطار الغزيرة، وذلك بغية تقييم تأثيرها على حياة الإنسان".

وقال الأحبابي أنه وبفضل أهمية نظام المعلومات الجغرافية GSI التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية في إدارة الكوارث فقد نجم عن ذلك إطلاق عدد من المبادرات الدولية للمساعدة في تبادل هذه البيانات على المستوى العالمي. وأشار أنه ومع إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة الآن بالحشد والبناء على المشاركة الموجودة في مختلف الأنشطة التعاونية الدولية المتعلقة بنظم المعلومات الجغرافية. وتتمثل صلاحية الوكالة في مواصلة إظهار قدرات والتزامات الدولة لتكون عضواً فاعلاً ومساهمًا في مختلف الأنشطة العالمية مثل مبادرة "سبايدر" التي ترعاها الأمم المتحدة، وكذلك أي مبادرات أخرى يتم إطلاقها من أجل مصلحة البشرية وتعود عليها بالنفع.

وستعمل الوكالة على الاستفادة من المجموعة الحالية الناجحة من الأقمار الاصطناعية التي تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة، من بينها "دبي سات 1" و 2، واللذين سيتم دعمهما في وقت لاحق بقمر ثالث غاية في التطور، وهو القمر "خليفة سات"، حيث يقدمان خدمات بفضل الأنظمة والتطبيقات التي تسهم في التخطيط الحضري، ورصد التغيرات البيئية المختلفة، وتقييم العوامل المناخية الطبيعية، مثل العواصف الرملية والضباب، وتحديد نوعية المياه في المنطقة ورصد المد الأحمر، إضافة إلى دعم بعثات المساعدات والإغاثة من الكوارث، الأمر الذي يساهم في تعزيز دور ومكانة الدولة العالمية في هذ المجال نظراً للخدمات تُفيد المجتمع والدولة والبشرية.

وأشار الأحبابي أنه قد يكون هذا هو الوقت المناسب لتقييم جدوى وفوائد إنشاء قاعدة بيانات مشتركة ومركزية لرصد الأرض في دولة الإمارات، والتي يمكن بناؤها بالاعتماد على الأقمار الاصطناعية التي تعود ملكيتها للدولة، وغيرها من البيانات المتاحة تجارياً وذلك بفضل أصول الفضاء الموجودة والمصادر الأخرى، وبذلك يمكن توفير هذه البيانات لتكون متاحة لجميع الجهات الحكومية في الدولة، والتي يمكنها إدخال البيانات والوصول إلى طبقات مختلفة من هذه المعلومات من خلال بوابة بيانات آمنة.

وأكد الأحبابي أنه ثبت مدى فعالية مثل هذه الاستراتيجية عندما تم اعتمادها من قبل حكومة أبوظبي من خلال إنشاء مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات في العام 2009 لتمكين تقديم الخدمات المركزية لنظام المعلومات الجغرافية، لاسيما وأن مثل هذه الخطوة تتماشى مع رؤية الحكومة الإلكترونية وأهدافها لجعل الخدمات الإلكترونية متاحة للجميع في القطاعين العام والخاص.

هذا ويجدر بالذكر بأن دولة الإمارات ستعمل على استخدام تطبيقات وتكنولوجيا الرصد الجوي عن طريق الأقمار الصناعية في تطوير مشروعها لاستكشاف المريخ، حيث سيكون "مسبار الأمل" اول مسبار من نوعه يدرس المناخ على كوكب المريخ بشكل مستمر، وبالتالي، سيكون بمثابة أول مرصد جوي مريخي حقيقي.

وسيتم ارسال أكثر من 1,000 جيجا بايت من البيانات حول مناخ الكوكب الاحمر إلى عدد من محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، ليتم تحليلها ومشاركتها بشكل مجاني مع المجتمع العلمي من العلماء والباحثين والطلاب والأكاديميين المهتمين بعلوم المريخ حول العالم لإيجاد فهم أعمق عن تطور المناخ والكواكب ضمن نظامنا الشمسي بما يمهد إلى الوصول لإدراك أدق حول مكان كوكب الأرض، ليصب ذلك في خدمة المعرفة الإنسانية.