يزور "آل وردن" الكولونيل المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي وربان مركبة قيادة رحلة "أبولو 15" دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل، وذلك بهدف الترويج لأهمية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات "في الاستكشاف المستقبلي للأرض والفضاء الخارجي.
ويجري تنظيم الزيارة من قبل شركة "كالمان وورلد وايد" وبرعاية شركات "بوينج" و"جنرال أتوميكس أيرونوتيكال" و"لوكهيد مارتن"، حيث سيقوم "وردن" بزيارة عدد من المدارس الثانوية في دبي وأبوظبي باستضافة وكالة الإمارات للفضاء يومي 8 و9 نوفمبر، كما سيشارك في "ندوة المريخ" التي تستضيفها جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين، قبل أن يتجه للمشاركة في معرض دبي للطيران ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2017".
وقال سعادة الدكتور محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: "يعتبر دخول قطاع الفضاء الوطني في الوقت الراهن من القرارات الصحيحة للطلبة والمتخصصين في الدولة، وذلك في ظل خطط الدولة الطموحة لاستكشاف الفضاء وتحقيق الفوائد والمكاسب للبشرية والعلوم".
وأضاف: "علينا أن نواصل تشجيع شبابنا على التعلم بصورة عملية ونظرية عن العالم من حولهم ليتمكنوا يوماً ما من أن يكونوا الجيل القادم من قادة الفضاء، وستكون زيارة "الكولونيل وردن" إلى دولة الإمارات فرصة لإلهام هذه العقول الشابة في الدولة".
وسيتناول "وردن" في حديثه مع الطلبة أهمية الموجة الحالية من الاهتمام والاستثمار في استكشاف كوكب المريخ، ولا سيما مهمة "مسبار الأمل" لاستكشاف المريخ التي أطلقتها دولة الإمارات، وذلك كمنصة لإطلاق مناقشات وحوارات أوسع نطاقاً حول أهمية تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والمسارات المهنية في هذا المجال.
وبهذا الصدد، قال وردن: "نحن كمجتمع دولي للمستكشفين ذاهبون إلى كوكب المريخ معاً، فنحن نمتلك كل ما يلزم من المعرفة والإلهام والدعم والارتباط. ولكن السؤال الأكبر هو: هل هناك ما يكفي من أمثالنا للقيام بهذا الأمر؟ وهل نقوم بتشجيع عدد كافٍ من الشباب كي يصبحوا مهندسين؟".
ليضيف مجيباً: "ليس بعد، فإذا ما نظرنا إلى العقود الطويلة من الصرامة والانضباط المهنيين التي سنحتاجها للنجاح في إرسال الناس من الأرض إلى المريخ، وإلى حقيقة أن الوصول إلى المريخ لا يمثل سوى واحد من تحديات هندسية عديدة نواجهها على كوكبنا اليوم، فنحن نحتاج لتسريع وتيرة عملنا لنمكّن مواهب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المستقبلية أن تتعامل مع كم أكبر من المهام المطلوبة".
وأضاف: "إن الشغف الوطني يعتبر أمراً حيوياً للنجاح الوطني في الفضاء، حيث أرى تشابهاً بين برنامج الفضاء الإماراتي وخبرتي كرائد فضاء في مهمة "أبولو 15". عندما انطلق الصاروخ "ساتورن 5" مؤذناً ببداية رحلتي إلى القمر عام 1971، كنا نواصل البرنامج الفضائي الناجح الذي استعاد الزخم بعد رحلة "أبولو 13"، وكنت لتشعر بالشغف الأمريكي الكبير للفضاء. وكان الملايين من الناس من العاملين في قطاع الفضاء والمواطنين العاديين يشعرون بحماسة بالغة لنجاح مهمة طاقمنا المكون من 3 أشخاص، وساهمت تلك الروح في إثارة المزيد من الاهتمام في تعليم مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والمسارات المهنية الهندسية".
ويشير وردن إلى أنه بعد قرابة نصف قرن من الزمن، ومع اكتساب الحياة على الأرض لشكل أكثر تعقيداً وهشاشةً، حان الوقت لتوجيه شغف البشرية حيال الاستكشاف والاكتشاف نحو شراكات من شأنها أن تحقق الأهداف الفضائية الأكبر.
وأضاف: "لم نبلغ في تاريخنا لحظةً كهذه نواجه فيها طلباً ملحاً على البيانات والمال والمواهب لحماية وخدمة البشرية، ولا يمكن لأي دولة أن تقوم بهذا الأمر وتحمل هذا العبء على كاهلها منفردةً بعد الآن. وإذا كنتم تشاطروني الاعتقاد بأن مستقبل البشرية على المدى الطويل يكمن في الكون الواسع وليس في بلدي أو بلدانكم، عندها يجب أن نكون شركاءً في إنشاء نظام أفضل لإنتاج المزيد من المهندسين القادرين على حماية كوكبنا الآن، وفي ذات الوقت البدء بالنظر إلى ما بعد الأفق".
واختتم بالقول: "أظهر النمو الهائل الذي حققته دولة الإمارات خلال السنوات الـ 46 الأخيرة فهم الشعب الإماراتي وإدراكه لأهمية التعاون متعدد الجنسيات والمواهب الهندسية. وسوف يكون علينا بذل ذات النوع من الجهود التعاونية ولكن بأضعاف مضاعفة للوصول إلى المريخ خلال 100 عام. وكما هو الحال دائماً، ستكون مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بمثابة القاسم المشترك بيننا جميعاً".
وصرح توم كالمان الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "كالمان وورلد وايد": "تشكل زيارة "وردن" إلى دولة الإمارات بالتزامن مع معرض دبي للطيران ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2017" فرصةً استثنائيةً للترويج لمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين رواد القطاع والدولة الحاليين والمستقبليين".