ورشة عمل "اقتصاد الفضاء" تبحث آليات قياس حجم اقتصاد القطاع الفضائي الوطني

30 يوليو 2018

اختتمت وكالة الإمارات للفضاء ورشة عمل "اقتصاد الفضاء"، التي نظمتها بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء ومنظمة التنمية الاقتصادية والتعاون خلال الفترة بين 23 و25 يوليو بأبوظبي.

وشارك في الورشة ممثلين عن عدد من الجهات الإحصائية والاقتصادية المعنية، إلى جانب المؤسسات العاملة والمُشغلة للقطاع الفضائي في الدولة، حيث هدفت إلى التعرف على أفضل السبل والممارسات لقياس حجم اقتصاد القطاع الفضائي الوطني، وقياس أثره الاقتصادي والاجتماعي، وكيفية عكس إنجازات الدولة في قطاع الفضاء في التقارير والمؤشرات العالمية.

وبهذا الصدد، قال الدكتور محمد سعيد الجنيبي المدير التنفيذي لقطاع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: "يقدر اقتصاد الفضاء العالمي بأكثر من 350 مليار دولار، وتشكل الإيرادات التجارية منها أكثر من 76%، كما تشير التقارير العالمية إلى تزايد اهتمام الدول بصناعة الفضاء، فضلاً عن نمو دور القطاع الخاص بشكل ملحوظ".

وأضاف: "تقدر استثمارات دولة الإمارات في القطاع الفضائي بأكثر من 22 مليار درهم إماراتي، والتي استطاعت من خلالها أن تؤسس قطاع فضائي قوي ومتنوع، حيث تضم الدولة مؤسسات وشركات رائدة ومنافسة عالمياً في مجالات الاتصالات الفضائية والبث الفضائي مثل شركة "الثريا" وشركة "الياه" للاتصالات الفضائية، إضافة إلى مراكز متقدمة في مجالات مراقبة الأرض والاستشعار عن بعد مثل مركز محمد بن راشد للفضاء، فضلاً عن مراكز للبحث والتطوير متخصصة في مجال علوم وتقنيات الفضاء".

من جانبه، قال المهندس ناصر الراشدي مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، والمسؤول عن مشروع المسح الاقتصادي للقطاع الفضائي: "سعت وكالة الإمارات للفضاء من خلال ورشة اقتصاد الفضاء التي تعتبر الأولى من نوعها في الدولة والمنطقة العربية، إلى الوصول لأفضل الآليات لقياس أداء القطاع الفضائي بالدولة، ومدى الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته الأنشطة والبرامج الفضائية، وذلك بهدف عكس هذه الأرقام في التقارير المحلية الهامة بالنسبة للمستثمرين، وفي التقارير العالمية لمعرفة أداء البرنامج الفضائي للدولة مقارنة مع نظرائها من دول العالم، وهو أمر تقوم به وكالات ومنظمات الفضاء المتقدمة عالمياً".

وأشار الراشدي إلى أن السياسة الوطنية لقطاع الفضاء التي تم إصدارها في سبتمبر 2016، وجهت وبشكل واضح على أهمية تعزيز دور القطاع الفضائي في المساهمة في تنويع الاقتصاد، وعلى تطوير قطاع فضائي تجاري منافس ومبتكر ومستدام، كما أكدت على أهمية ترسيخ مكانة الدولة الرائدة إقليمياً وعالمياً، لذا فإن قياس أداء وأثر البرنامج الفضائي للدولة بشكل سليم وبناء على المعايير العالمية يعد خطوة أساسية في متابعة التقدم المحرز نحو تحقيق هذه الأهداف الوطنية". 

وتابع: "تم حصر أكثر من 54 جهة عاملة في القطاع الفضائي بدولة الإمارات، حيث نسعى من خلال المسح الاقتصادي المقبل إلى توفير بيانات شاملة عن الإحصائيات الاقتصادية لهذه الجهات فيما بتعلق بأنشطتها الفضائية".  

وأشاد الراشدي بالتعاون المثمر والدور الرئيسي الذي تقوم به الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء ومراكز الإحصاء المحلية من أجل القيام بهذا المسح وإعداد التقارير الخاصة به على أعلى مستوى من الجودة والدقة، مشيراً إلى أن الوكالة تعمل على إجراء استطلاعات رأي عام خاصة بين الجمهور والأفراد تكمل ما يتمخض عن المسح الاقتصادي".

وأكد السيد علي سالم بوهارون مدير إدارة الإحصاء بالهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء أهمية هذا المسح ودور الهيئة قائلاً: "استطاعت الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء خلال العقود الماضية أن تكون خبرة وتجربة كبيرة في مجالات المسوح والإحصائيات الاقتصادية المختلفة، الأمر الذي ساهم وبشكل فاعل في تطوير ومتابعة تنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية، وعلى توفير البيانات المطلوبة للدولة من قبل التقارير الرسمية للمؤشرات العالمية المختلفة".

وأضاف: "لم تقم الهيئة والمراكز الإحصائية للدولة مسبقاً  بأية مسوحات خاصة بالقطاع الفضائي وصناعة الفضاء، لذا لا تتوفر بيانات شاملة لهذا القطاع في الدولة، ولا توجد خبرة متخصصة أو تجربة محلية سابقة في كيفية القيام بمسح اقتصادي لصناعة الفضاء بناء على المعايير الدولية. لذا استطعنا بالتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء والمراكز الإحصائية المحلية خلال الفترة السابقة من تطوير أدوات ونماذج للقيام بهذا المسح وتكوين تصور حول منهجية تحليل النتائج وإعداد التقارير الخاصة بذلك، وساهمت هذه الورشة بالتعاون مع خبراء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الاطلاع على أفضل الممارسات في هذا الشأن."

وأكد بوهارون أن الهيئة  بناءً على طلب الوكالة تنوي البدء في إجراء هذه المسح خلال الأسابيع مستعينة في ذلك بالمراكز المحلية.

وعن أعمال الورشة ومخرجاتها، قالت المهندسة سمية الهاجري مديرة قسم التشريعات بوكالة الإمارات للفضاء بوصفها مديرة المشروع: "شارك في الورشة 30 مختصاً وخبيراً من وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الاتحادية للإحصاء ووزارة الاقتصاد والمراكز الإحصائية والدوائر الاقتصادية المحلية ومركز محمد بن راشد للفضاء وشركة الياه سات إضافة إلى خبير مختص في اقتصاد الفضاء من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وركزت الورشة على توحيد المفاهيم الخاصة باقتصاد الفضاء وأنشطة الفضاء بناء على التعاريف والتصنيفات الدولية، والاطلاع على أفضل الممارسات لقياس أداء القطاع الفضائي وقياس الأثر الاقتصادي والاجتماعي للأنشطة الفضائية".

وأضافت: "نجحت الورشة في تعزيز المعرفة لدى الجهات المحلية باقتصاد وإحصائيات صناعة الفضاء، وكذلك في تطوير نموذج شامل ومبتكر لقياس أداء وأثر صناعة الفضاء في الدولة، والذي يعد الأفضل والأشمل من نوعه مع بساطته في التعبئة حسب تقييم خبراء منظمة التنمية الاقتصادية والتعاون. وسيكون لنتائج هذه القياسات وتحليلها دور رئيس في معرفة مدى فعالية سياسات وتشريعات الدولة ذات الصلة بالفضاء وفي تحديد أوجه التحسين المطلوبة".