اختتمت وكالة الإمارات للفضاء برنامجها الصيفي لطلبة المدارس والجامعات الذي ضم مجموعة من المخيمات التثقيفية حول العلوم والتقنيات الفضائية، والتي جرى تنظيمها بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الوطنية والعالمية، وذلك في إطار جهودها الرامية لتطوير القدرات البشرية، وإلهام الشباب لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للعمل في القطاع مستقبلاً.
وشهد البرنامج مشاركة أكثر من 236 طالب وطالبة عبر مختلف المخيمات التي عملت على تثقيفهم حول التقنيات الجديدة في مجال استكشاف الفضاء، مسلطةً الضوء على أهمية علوم الفضاء والفلك، إلى جانب توفير الخبرة العملية القيمة، وهو ما أتاح لهم فرصة التعرف على دور هذه العلوم في خدمة البشرية، إضافة إلى تعزيز فهمهم حول الاستخدامات السلمية العديدة للفضاء الخارجي.
وبهذا الصدّد، قال سعادة الدكتور المهندس محمد الأحبابي مدير عام الوكالة: "تعمل وكالة الإمارات للفضاء على رفع مستوى معرفة الطلبة بأهمية الاستكشاف الفضائي، وتعزيز اهتمامهم بمجالات وعلوم الفضاء المتنوعة، وذلك بما ينسجم مع مستهدفاتها الاستراتيجية في هذا الإطار، والتي تعطي أولوية لتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة التي تحمل المؤهلات المطلوبة والقادرة على الارتقاء بالطموحات الفضائية للدولة في المستقبل".
ومن بين المخيمات التي نظمتها الوكالة، مخيم "كريبتولابز" الصيفي الذي أقيم خلال الفترة من 7 حتى 25 يوليو الماضي، وتضمن ورشة عمل تعليمية خاصة ببيولوجيا الفضاء، واستهدفت الطلبة الذين تتراوح أعمارهم من 9 حتى 15 سنة، والذي اكتسبوا خلالها خبرة عملية في الكيمياء الحيوية للفضاء، إضافة إلى "برنامج أكاديمية الروبوتات الفضائية المتقدمة" الذي خصص للأعمار من 15 حتى 18 سنة، وقدم للطلبة أساسيات حول الروبوتات والذكاء الاصطناعي من خلال عملهم على تصميم نماذج مشابهة لعربات الاستكشاف الجوالة الخاصة بالمريخ، كما أتاح لهم الفرصة للتعلم بشكل أكبر عن إمكانية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدامها للتغلب على بعض التحديات في الفضاء.
وركز مخيم آخر جرى تنظيمه بالتعاون مع معهد "كومباس" خلال الفترة من 7 حتى 11 يوليو الماضي، على موضوعات عديدة، مثل ظروف العيش والعمل في الفضاء وجيولوجيا المريخ، كما تضمن أنشطة متنوعة قدمت تجارب عملية للطلبة للتعرف على الفضاء ومكوناته، إلى جانب بناء نموذج لصاروخ يعمل بالطاقة الكيميائية.
بالإضافة إلى ذلك، نظم مجلس شباب وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع مجلس شباب شركة "الياه سات" للاتصالات الفضائية، "مخيم الفضاء" الذي استمر لمدة أسبوعين، وخصص للطلبة التي تتراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة، والذي سعى إلى تعريف المشاركين بجوانب قطاع الفضاء المختلفة، من خلال خوضهم لتجربة تعليمية عملية وجولات تمهيدية ضمن مجموعة مختلفة من الجهات العاملة في قطاع الفضاء في دولة الإمارات.
ونظمت وكالة الإمارات للفضاء برنامج "رحلة إلى المريخ" المخصص بدورته المكثفة لطلبة المرحلة الجامعية، والذي استضافته جامعة "كولورادو بولدر" في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 28 يوليو إلى 10 أغسطس الماضي، حيث تعرف الطلبة خلاله عن الفضاء وعلومه من بداية الرحلات إلى المريخ وصولاً إلى مسبار الأمل، كما أتيحت لهم فرصة زيارة مؤسسة "ديسكفري" في "كولورادو سبرينغز"، حيث تمكنوا من استكشاف سطح المريخ من خلال استخدام "Google Mars"، وقاموا بتجربة محاكاة استخدام الروبوتات على سطح الكوكب الأحمر.
والجدير بالذكر أن وكالة الإمارات للفضاء تعمل على تأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة، وذلك عبر إعداد وتنمية وتأهيل الكوادر الوطنية لتشجيعهم على العمل في قطاع الفضاء في الدولة بما يتناسب مع احتياجات القطاع الفضائي الوطني.