تجربة علياء المنصوري "الفضائية" تنجح في اكتشاف تغيرات في التعبير البروتيني للحمض النووي

28 نوفمبر 2017

أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن نجاح تجربة الطالبة علياء المنصوري الفائزة بمسابقة الجينات في الفضاء التي جرى تنظيمها بالتعاون بين الوكالة وشركة "بوينج" وصحيفة "ذا ناشيونال"، حيث نتج عنها اكتشاف تغيرات في التعبير البروتيني للحمض النووي في الفضاء الخارجي بعد استخدام تقنية سريعة وبسيطة تسمى "عكس تفاعل سلسلة البوليمرات".

وسيمهد نجاح تجربة علياء المنصوري التي أجرتها رائدة الفضاء "بيجي ويتسون" من وكالة "ناسا" على متن محطة الفضاء الدولية في شهر سبتمبر الماضي الطريق للوصول إلى طرق لمراقبة الإجهاد الخلوي لدى رواد الفضاء، وكيفية منع موت الخلايا غير المرغوب فيه بهدف الحفاظ على صحتهم في المستقبل، خاصة خلال البعثات طويلة الأجل إلى الفضاء البعيد.

وبهذا الصدد، قال معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "يبرهن هذا النجاح على التقدم الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات في المجالات التعليمية المرتبطة بعلوم الفضاء، حيث رسخت مسابقة "الجينات في الفضاء" أهدافنا ورؤيتنا الاستراتيجية الرامية إلى تخريج واكتشاف جيل من الرواد الشباب في مجالات علوم الفضاء قادرين على قيادة الجهود الإقليمية لاستكشاف الفضاء واستثماره على نحو سلمي. كما أن النتائج التي خرجت بها المسابقة واستمراريتها تعتبر جزءاً أساسياً من التزاماتنا في المساهمة بدعم مسيرة دولة الإمارات للانتقال نحو اقتصاد مبني على المعرفة، وتماشياً مع رؤية الإمارات 2021".

من جانبه، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: "يعتبر تطوير الإمكانات الوطنية والإقليمية في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وعلوم الفضاء من أهم أهدافنا الاستراتيجية في الوكالة، حيث يعتبر نجاح علياء المنصوري في مسابقة "الجينات في الفضاء" التي تقام في المنطقة لأول مرة دليلاً واضحاً على تطور القطاع الفضائي في الدولة. وتعتبر هذه المسابقات الفرصة الأمثل للتفاعل مع الأجيال الشابة وإلهامهم وتشجيعهم على دخول ميادين المواد العلمية والاستفادة من الفرص الكبيرة ضمن قطاعي الفضاء والطيران".

وأوضحت علياء المنصوري إلى وكالة الإمارات للفضاء قدمت لها فرصةً متميزة من خلال المشاركة في مسابقة "الجينات في الفضاء"، والتي كانت عاملاً ملهماً عزز طموحاتها للعمل في المستقبل على مساعدة رواد الفضاء في الوصول إلى المريخ بأمان.

وقالت المنصوري: "كانت عودة النتائج التي أثبتت نجاح التجربة بجدارة تتويجاً لعامٍ مثمر في غاية الأهمية، حيث كانت التجربة بأكملها أمراً لا يصدق، خصيصاً بعد وقوع الاختيار على تجربتي ومشاهدة انطلاق الصاروخ من فلوريدا، وقيام "بيجي ويتسون" بتنفيذ هذه التجربة التي نجحت وعادت بنتائج رائعة".

بدورها، قالت ليان كاريت الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "بوينج" للدفاع والفضاء والأمن: "نحن فخورون للغاية بشغف علياء بالعلوم وتفانيها في التجربة التي قدمتها، لتلعب دوراً مشرّفاً في رسم ملامح مستقبل الملاحة الفضائية البشرية، وكانت المساهمة في إجراء تجربتها على متن محطة الفضاء الدولية شرفاً لنا. إذ أن أنشطة استكشاف الفضاء تحتاج إلى التعاون والتكاتف، وهذه التجربة ليست استثناءً لذلك. وتسهم هذه النتائج المشجعة في تذكيرنا بمدى أهمية الاستثمار في مستقبل الابتكار".

وأعربت لورا كوت مديرة التحرير في صحيفة "ذا ناشيونال" عن سعادتها بالنجاح الذي حققته جهود علياء، قائلةً: "بعد تغطية جميع خطوات هذه التجربة، سررنا بالنتائج التي غالباً ما تسهم في التأثير على مستقبل السفر الفضائي، لتكون علياء قدوةً ومصدر إلهام لجيل الشباب".

يذكر أن علياء المنصوري من مدرسة "المواكب" في دبي فازت في المسابقة التي جرى تنظيمها للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية بعد اختيار تجربتها من قبل لجنة تحكيم متخصصة تضم نخبة من الخبراء، حيث سنحت لها مع عائلتها بعد ذلك فرصة السفر إلى "فلوريدا" في شهر أغسطس لمشاهدة إطلاق تجربتها إلى محطة الفضاء الدولية ضمن "مهمة الشحن رقم 12"، فضلاً عن زيارة السفارة الإماراتية في أمريكا ومكاتب شركة  "بوينج". وتتبع جهود علياء المنصوري البحثية المسار الناجح للفائزين بالنسخة الأمريكية من المسابقة وهم "لآنا - صوفيا بوغوراييف" التي فازت بالنسخة الأولى من المسابقة عام 2015، و"جوليان روبينفين" الذي فاز بالمسابقة عام 2016، والفائزين في مسابقة العام 2017 وهم "اليزابيث ريزيس" و"صوفيا تشين".

ويشار إلى أن المسابقة التي أطلقتها شركة "بوينج" بالتعاون مع "miniPCR" توفر للطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاماً فرصة تطوير تجارب مبنية على الحمض النووي يمكن اختبارها من قبل رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية، حيث عملت المنصوري مع خبراء من بينهم مرشدتها "تيسا مانتاغ" من جامعة "هارفرد" على تصميم بحثها ليتم إجراءه ضمن جهاز "مضاعف للحمض النووي" طورته شركة " miniPCR" يعادل حجمه حجم علبة المشروبات الغازية، والذي يمكنه خلق الملايين من خيوط الحمض النووي، حيث صُمم البحث بهدف مراقبة كيف تتضاعف الخيوط في بيئة تنعدم فيها الجاذبية مثل محطة الفضاء الدولية.