أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن رعايتها لمجموعة من فعاليات الرصد الفلكي التي ينظمها عدد من المراكز الفلكية في الدولة، وذلك لرصد ظاهرة خسوف القمر الكلي التي سيشهدها العالم يوم الجمعة 27 يوليو وستكون الأطول في القرن الحالي.
وأوضحت الوكالة أنه يمكن للجمهور زيارة مراكز الرصد لمتابعة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة، وهي مركز الفلك الدولي في أبوظبي ومرصد الإمارات الفلكي المتحرك ومرصد السديم ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ومجموعة دبي للفلك، حيث سيمكنهم رؤية الخسوف بوضوح من خلال المرافق والتلسكوبات العالية الجودة التي تتميز بها، كون العالم العربي وبخاصة المنطقة التي تقع في نطاقها دولة الإمارات ستكون من أفضل مناطق العالم لمشاهدتها بشكل كامل.
ومن المتوقع أن يستمر الخسوف الكلي لمدة ساعة واحدة و42 دقيقة و57 ثانية، إذ سيبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل في الساعة 09:15 مساء بتوقيت الإمارات يوم الجمعة، وسيبدأ الخسوف الجزئي في الساعة 10:24 مساء، في حين يحدث الخسوف الكلي في تمام الساعة 11:30 مساءً، وسيصل الخسوف إلى ذروته في الساعة 12:22 بعد منتصف الليل من صباح يوم السبت، فيما ينتهي الخسوف الكلي في الساعة 01:12 صباحاً، ويتبعه انتهاء الخسوف الجزئي في الساعة 02:19 صباحاً، وسيخرج القمر من منطقة شبه الظل وينتهي الخسوف بشكل كامل في الساعة 03:29.
وقال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إن رعاية هذه الفعاليات تأتي في إطار مستهدفاتنا الاستراتيجية الرامية لرفع مستوى الوعي المجتمعي بالقطاع الفضائي، وما تزخر به الدولة من مراكز فلكية متقدمة وقدرات عالمية المستوى في الرصد الفلكي بشكل خاص، حيث تُعد هذه الظاهرة التي سيشهدها العالم فرصة مهمة لتسليط الضوء على ما يتمتع به القطاع الفضائي الوطني.
وأشار الأحبابي إلى أن جميع فعاليات الرصد الفلكي السابقة التي نظمتها الوكالة وشاركت في رعايتها لاقت إقبالاً واسعاً من مختلف الشرائح خاصة الشبابية منها، وهو ما دعا الوكالة إلى رعاية هذه الفعاليات لرصد الظاهرة يوم الجمعة المقبل، معتبراً أن لها دوراً كبيراً في إلهام الشباب على العمل في القطاع الفضائي بالمستقبل، وهو ما سيتطلب منهم دراسة المواد العلمية ضمن مساراتهم الدراسية للحصول على المهارات المطلوبة للنجاح والتميز في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
من جهته، قال المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي، إنه سيتم خلال هذا الرصد مشاهدة العديد من الكواكب، إذ أن هذه الفترة هي من أفضل الأوقات لمشاهدة العديد من كواكب المجموعة الشمسية، فبعد غروب الشمس يظهر كوكب الزهرة في جهة الغرب كجرم أبيض لامع جداً، وكوكب الزهرة هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، ويمكن أيضاً رصد كوكب المشتري الذي يظهر مساءً في جهة الجنوب الغربي، وهو يبدو كجرم أبيض لامع، ومن خلال التلسكوب يمكن مشاهدة أربعة أقمار تابعة له إضافة إلى رؤية العديد من ظواهره الجوية مثل البقعة الحمراء العملاقة والأحزمة الاستوائية.
وأضاف عودة أنه يمكن كذلك رصد كوكب زحل الذي يظهر في جهة الجنوب، ومن خلال التلسكوب يمكن رؤية حلقاته إضافة إلى رؤية بعض الأحزمة على قرص الكوكب، ومن الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة بوضوح هذه الفترة هو كوكب المريخ، وهو يقع في جهة الشرق كجرم لامع برتقالي أحمر اللون، وفي حالة صفاء الغلاف الجوي، يمكن رؤية أقطابه الجليدية من خلال التلسكوب.
ونوه عودة بأن الفعالية التي سينظمها مركز الفلك الدولي في أبوظبي بساحة المطاعم الواقعة في شارع الكورنيش مقابل مبنى أدنوك ستنطلق عند الساعة الثامنة مساءً بمحاضرة حول ظاهرة الخسوف والكواكب التي يمكن رؤيتها، ومن ثم يتوجه الحضور إلى التلسكوبات لمشاهدة الخسوف والكواكب المختلفة.
بدوره، قال المهندس نزار سلام رئيس فريق مرصد الإمارات الفلكي المتحرك: "ما يميز هذه الليلة الفريدة تزامن حدث فلكي آخر لا يقل تميزا عن خسوف القرن يتمثل في حدوث محاذاة بين الشمس والأرض والمريخ، وهنا يكون المريخ في وضعية التقابل مع الشمس تتوسطهما الأرض، وتعد هذه أفضل وضعية تقابل مداري منذ مارس من العام 2003 لكوكب المريخ".
وأضاف: "خلال هذا اليوم يكون المريخ في أفضل حالاته للرصد والتصوير الفلكي، وسيشاهد كوكب المريخ على مقربة من القمر أثناء عملية الخسوف بنحو 6 درجات فلكية جنوب القمر، وسيبدو كلاهما مائلا للون الأحمر خصوصا عند اكتمال الخسوف".
وأشار سلام إلى أن مرصد الإمارات الفلكي المتحرك سينظم فعالية لرصد هذا الحدث الفلكي الفريد باستخدام أحدث أجهزة الرصد الفلكية، كما سيتم بث الحدث مباشرة من خلال شاشات العرض الخارجية بالإضافة لتنصيب عدد من التلسكوبات الفلكية وإعطاء شروح مبسطة للجمهور. كما سيتاح للجمهور الصعود إلى مركبة المرصد المتحرك واستخدام المرصد المثبت بالمركبة لمشاهدة تفاصيل سطح القمر أثناء مراحل الخسوف المختلفة.