وكالة الإمارات للفضاء توقع مذكرة تفاهم من وكالة الفضاء الإيطالية

26 يناير 2016

وقعت وكالة الإمارات للفضاء مذكرة تفاهم مع وكالة الفضاء الإيطالية، والتي تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك بين الوكالتين خلال المراحل الراهنة والمستقبلية، جاء ذلك في إطار زيارة وفد رفيع المستوى من الوكالة الإيطالية والسفارة  الايطالية لدى دولة الإمارات هذا الأسبوع للقاء الأطراف الرئيسية في قطاع الفضاء الإماراتي.

وجاءت الزيارة متممة وموثقة لبنود الاتفاق الذي أجري بين الطرفين خلال زيارة وكالة الإمارات للفضاء إلى الوكالة الإيطالية العالم الماضي في فترة قصيرة بعد تأسيس الوكالة.

وتنص مذكرة التفاهم على أن يتم التعاون في مختلف نواحي استكشاف الفضاء بما فيها ذلك علوم الفضاء والتكنولوجيا والخدمات والتطبيقات وتبادل الخبرات والدراسات والبحوث الفضائية المشتركة، إضافة إلى تنظيم الزيارات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية، فضلاً عن تدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة بما يُسهم بصورة ايجابيه في دعم البرامج الفضائية في الدولتين.

وتعليقاً على المذكرة، صرح سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: " تربط الإمارات وايطاليا علاقة تجارية وتعاون وثيق طويل الأمد يشمل مختلف القطاعات والمجالات، ويأتي قطاع الفضاء معززاً لهذه العلاقات. لذا يسُرنا الترحيب بوكالة الفضاء الايطالية إلى دولة الإمارات للتعرف على قطاع الفضاء الإماراتي والجهات العاملة به".

وأشار الرميثي إلى أن المذكرة تصب في إطار المستهدفات الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء المتمثلة في بناء وتطوير شراكات عالمية تسهم في دعم برامج الوكالة المختلفة، خاصة تلك في مجال استكشاف الفضاء وتدريب وتأهيل الكوادر المتخصص في قطاع الفضاء.

وأضاف الرميثي: "بحثنا مع نظرائنا الإيطاليين فرص تطوير أوجه التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك وآفاق تطورها المستقبلي، الأمر الذي سيعود بالفائدة على برنامج الدولة لاستكشاف الفضاء نظراً للخبرات والتاريخ العريق الذي تتمتع به وكالة الفضاء الإيطالية في هذا المجال".  

من جانبه قال البروفيسور روبيرتو باتيستون، رئيس الوكالة الإيطالية للفضاء: "التقينا في إيطاليا العام الماضي لمناقشة سبل تعزيز التعاون والشراكة بين الطرفين في مجال الفضاء، وانه لمن دواعي سروري ان نتمكن من تحقيق ذلك على أرض الواقع وأن يكون اليوم نقطة انطلاق هذا التعاون الحيوي. وتعرفنا اليوم عن كثب عن قطاع الفضاء الطموح لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن فخورون بأن نكون شركاء لدولة الإمارات في تحقيق اهدافها في هذا القطاع".

وتخلل اللقاء عرضاً مفصلاً من قبل سعادة الدكتور محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء حول قطاع الفضاء واستراتيجية دولة الإمارات لهذا القطاع، وأهدافها والمبادرات والبرامج المنبثقة عنها، إلى جانب التعريف بأولوياتها الاستراتيجية التي تحدد ملامح المرحلة المقبلة.

كما قدم الأحبابي شرحاً مفصلاً عن البرامج التعليمية وبرامج الماجستير التي تم إطلاقها بالتعاون مع عدد من الجامعات والمعاهد المتخصصة في الإمارات وخارجها، مؤكداً على أهمية تطوير الكفاءات الوطنية في قطاع الفضاء من أجل الارتقاء بها على الصعيد المهني، حيث تعد أحد أهم اولويات الوكالة في الوقت الراهن لتحقيق أهدافها على المدى الطويل.

كما عَرف الحبابي بمشروع مسبار "الأمل" لاكتشاف المريخ كمشروع عالمي من الإمارات وأهدافه في خدمة البشرية جمعاء، والذي لقي ترحيباً كبيراً من جميع الحاضرين.

وصرح سعادته: "نتطلع للعمل مع وكالة الفضاء الإيطالية لما تملله من خبرات واسعة في مجال الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية والتدريب العلمي ومراقبة الارض ونقل البيانات، حيث ستسمح هذه الشراكة الاستراتيجية لنا بتطوير قدرات الدولتين في قطاع الفضاء والعمل على برامج فضائية وعلمية مشتركة تهدف إلى خدمة البشرية".

وأضاف: "في الوقت الذي تعمل فيه دولة الإمارات على التحضير لدخول سباق استكشاف الفضاء وإرسال بعثة إلى كوكب المريخ بحلول 2020، سنتمكن من خلال هذه الاتفاقية من الاشتراك في برامج ومهام علمية مع واحدة من أكثر وكالات الفضاء أهمية في العالم."

وشمل برنامج الزيارة محاضرة في كليات التقنية العليا للطلاب في أبوظبي، والتي حضرها السفير والإيطالي وكبار المسؤولين في الوكالتين وكليات التقنية العليا وعدد كبير من الطلاب المهتمين.

والقى سعادة السفير كلمة ترحيبية تحدث خلالها على أهمية التعاون بين الدولتين في مجال الفضاء، وأبدى عن سعادته بالإهتمام الذي لقيته التجربة الإيطالية في هذا القطاع، مؤكداً على أهمية التعاون في مختلف المجالات لدعم حجم التبادل التجاري القائم حالياً بين الدولتين الذي يتجاوز 7 مليار دولار أمريكي، خاصة في قطاع الفضاء الذي يعتبر مجالاً للتعاون الاستراتيجي.

واستمع الحضور إلى كلمة من سعادة الأحبابي عن الأسباب التي شجعت الدولة على الدخول في هذا القطاع وما يمثله من تحديات، حيث أعتبر القطاع بمثابة جسر للمستقبل ومنصة للإبتكار وتشجيع الطلاب على تطوير مهاراتهم الأساسية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وأشار الأحبابي إلى أن الوكالة استقبلت مؤخراً عددا من الوفود من مختلف الوكالات والمؤسسات العالمية العاملة في قطاع الفضاء، والتي أبدت إعجابها بالمنهج الإماراتي في هذا القطاع، مؤكداً على أهمية التعاون مع هذه الجهات بما يُسهم في دعم برنامج الدولة.

من جهته تحدث البروفيسور باتيستون خلال المحاضرة عن قطاع الفضاء كرافد أساسي لقطاعات العلوم الاخرى، وشرح فيها للطلاب عن تاريخ البشرية في الفضاء والمساهمات الإيطالية في هذا الإطار، بما فيها مهمة الروبوت الأوروبي "فيلاي"  على المركبة غير المأهولة "روزيتا" التي هبطت على سطح المذنب "تشوري"، فضلاً عن مهمة "اكسو مارس"، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية المزمع إطلاقها في العام الجاري إلى كوكب المريخ، وكيف يمكن لهذه المهمة أن تسهم في دعم مهمة دولة الإمارات.

واختتمت المحاضرة بكلمة من رائد الفضاء الإيطالي ماوريتسيو كيلي، والتي اسهب فيها عن مسيرته المهنية وكيف دخل قطاع الفضاء، مشجعاً الطلاب على الدخول في هذا المجال. وعرض "كيلي" خلال المحاضرة مقاطع فيديو من فترة إقامته على محطة الفضاء الدولية، وأخرى عن تجربة الإقلاع على متن صاروخ إلى المحطة.