تمديد مهمة استكشاف المريخ لسنة 2024
كشف الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن سلسلة من البيانات الجديدة لقمر المريخ الأصغر «ديموس» والتي تم التقاطها باستخدام الأجهزة العلمية الثلاث للمسبار خلال مروره لأقرب نقطة من القمر على مسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، والتي تعد الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة «فايكنغ» عام 1977.
وعرض الفريق العلمي، خلال جلسة خاصة في المؤتمر الدولي لعلوم الأرض في فيينا جميع الصور والملاحظات والنتائج الجديدة التي تم اكتشافها عن تركيبة وهيكل القمر «ديموس». وأكد الفريق أن البيانات التي تم اكتشافها لأول مرة تساهم في تعميق فهم المجتمع العلمي العالمي للقمر ديموس، وتساهم في إثرائهم بمعلومات وبيانات جديدة عنه. وأثبتت الملاحظات استبعاد إحدى أقدم النظريات التي تشير إلى أن القمر يعتبر في أصله كويكب تم جذبه إلى مدار الكوكب الأحمر، وتؤكد أنه من المرجح أن يكون القمر أصله من المريخ وليس كويكباً كما تم افتراضه سابقاً.
وتشمل الصور عالية الوضوح التي اُلتقطت خلال أقرب تحليق متكرر للقمر، الملاحظات الأولى على الإطلاق بالأشعة فوق البنفسجية المتطرفة والبعيدة، وأول بيانات فائقة الطيف عن «ديموس» بالأشعة تحت الحمراء الحرارية، كما كشفت الملاحظات لأول مرة، عن مناطق في الجانب البعيد من «ديموس» والتي لم تُرصد من الناحية التركيبية من قبل.
وقالت حصه المطروشي، قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» «توجد العديد من التساؤلات عن قمري المريخ ديموس وفوبوس؛ لذلك نسعى من خلال مسبار الأمل على الإجابة عن هذه التساؤلات بهدف الوصول إلى فهم أعمق عن كوكب المريخ وأقماره»، مضيفةً «أنَّ كيفية ظهور القمرين في مدارهم الحالي يشكل محل دراسة، مما يؤكد أهمية المعلومات الجديدة وخاصةً عن ديموس، والتي ستسهم في تعزيز فهمنا لأصل وتكوين أقمار المريخ».
وقالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، «ساهم مسبار الأمل خلال السنوات الماضية في الكشف عن سلسلة من البيانات الفريدة والمهمة التي لم يتم رصدها من قبل مما يغير مفهومنا عن الكوكب الأحمر». وأضافت معاليها، أن آخر الاكتشافات المهمة تنفي إحدى النظريات القديمة وتثبت أن قمر المريخ الأصغر ديموس يعتبر من أصل كوكبي وليس كويكباً.
وأضافت معاليها «سيواصل الفريق العلمي خلال الفترة القادمة، دراسة قمر ديموس بشكل أعمق وأكبر وذلك بهدف كشف المزيد من الملاحظات والبيانات عن القمر وتقديمها للمجتمع العلمي العالمي». وأكدت، «أنه في ظل النجاح الكبير لمسبار الأمل واستكمالاً للإنجازات العلمية، سيم تمديد رحلة مسبار الأمل عاماً إضافيًا وذلك بفضل ما يقدمه المشروع من ملاحظات مهمة عن الكوكب الأحمر».
من جهته، قال سعادة سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، «سيساهم تمديد مهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ على زيادة فرص التعاون والتوسع في الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الجهات ومراكز البحث في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما يتماشى مع رؤيتنا الاستراتيجية للتطوير المستدام لقطاع الفضاء، ويضمن تعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال وفقاً لأعلى المعايير العالمية، إلى جانب ترسيخ مكانة الدولة في هذا القطاع الرائد والحيوي».
يذكر، أن قمر ديموس يعد الأقل رصداً وفهمًا بسبب صغر حجمه ودورانه في مدار أوسع كل 30 ساعة، على عكس قمر «فوبوس» الذي يتميز بحجمه الأكبر وقرب مداره من كوكب المريخ والذي يعتبر الأكثر ملاءمة للاستشعار عن طريق المركبات الفضائية السابقة والتي يقع معظمها على ارتفاعات أقل من الكوكب.
وبدأت المراحل الأولى لتحليق مسبار الأمل بجوار قمر ديموس في نهاية يناير وبداية فبراير 2023؛ حيث تمت عمليات معايرة الأدوات لدعم الحصول على صور وملاحظات عالية الوضوح والدقة، بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI)، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS).
ويدور «مسبار الأمل»، كما هو مخطط له، في مدار بيضاوي بين 20,000 و43,000 كم، مع ميلان نحو كوكب المريخ بزاوية 25 درجة، مع تغييرات طفيفة تسهم في دعم الملاحظات الإضافية عن قمر ديموس. ويكمل المسبار دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، حيث يسجل مجموعة متكاملة من البيانات لكوكب المريخ كل تسعة أيام في إطار مهمته لرسم خرائط للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
والجدير ذكره، أنَّ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، قد نشر 13 ورقة علمية وبحثية عن بيانات المسبار، في مجلّات علمية متخصصة عالمية وذلك منذ وصوله إلى مداره، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية هذه المعلومات للباحثين والعلماء حول العالم، كما استفاد الطلاب والباحثون الإماراتيون بشكل كبير من هذه البيانات في تعزيز بحوثهم المتخصصة ذات الصلة. هذا وبلغ إجمالي حجم البيانات التي جمعها المسبار بفضل أجهزته الثلاثة حتى الآن أكثر من 2 تيرابيت.