عقدت اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء اليوم (الثلاثاء) اجتماعها الدوري الثالث في أبوظبي، والذي يستمر على مدى يومين، لبحث آخر مستجدات القطاع الفضائي الوطني، ومختلف مشاريعه الحالية والمستقبلية، وسبل تعزيزها ورفدها بالمقدرات العلمية والتكنولوجية والبشرية الأساسية.
وترأس الاجتماع معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وبحضور سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، وعدد من المسؤولين والإداريين والمهندسين.
وضم الاجتماع، أعضاء اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، وهم "جون جاك دوردان" المدير العام السابق لوكالة الفضاء الأوروبية، والدكتور "تشارلز العشي" مدير مختبر الدفع النفاث ونائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، والدكتور "فاروق الباز" رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، و"جي وو" كبير العلماء ومدير "برنامج الأولوية الاستراتيجية" في علوم الفضاء بالأكاديمية الصينية للعلوم، و"تشارلز بولدن" الرئيس السابق لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، و"كوبيلي راداكريشان" الرئيس السابق لمنظمة البحوث الفضائية الهندية ومستشارها الحالي، و"جو جين لي" الرئيس السابق للمعهد الكوري لأبحاث الفضاء، و"كويشي واكاتا" نائب رئيس وكالة استكشاف الفضاء اليابانية ورائد فضاء في أربعة مهام سابقة لـ"ناسا"، و"سيرغي كونستانينوفيتش كيركاليف" نائب رئيس مؤسسة "إنيرجيا" الفضائية الروسية المسؤول عن الرحلات المأهولة ورئيس مركز تدريب "يوري غاغارين".
واستهل الاجتماع بكلمة من معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، رحب فيها بأعضاء اللجنة في دولة الإمارات، وأكد على أهمية المشاريع الحيوية التي تشرف عليها الوكالة وتنفذها خلال السنوات المقبلة، ودورها الاستراتيجي على المستوى الدولي وفي تعزيز مكانة دولة الإمارات بين نظرائها من الدول المتقدمة في مجال الفضاء.
واستمعت اللجنة إلى عرض من قبل سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي عن آخر تطورات وكالة الإمارات للفضاء والقطاع الفضائي الوطني بشكل عام، ومشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، قبل مناقشة آخر مستجدات مشاريع "المريخ 2117" و"مدينة المريخ العلمية" و"برنامج الإمارات لرواد الفضاء"، إضافة إلى الرحلات الفضائية المأهولة وسبل توفير قدرات أبحاث وتطوير تدعم هذه المشاريع، وأفضل الطرق للتعاون من خلالها على المستوى الدولي.
وعملت اللجنة على تقييم عدد من المشاريع المستقبلية للقطاع من حيث الجدوى وآليات التمويل، وتماشيها مع التوجهات الدولية، فضلاً عن قدرات الأبحاث والجامعات الوطنية على رفد هذه المشاريع بالمؤهلات والتكنولوجيا الأساسية التي يمكن بفضلها النجاح وتحقيق أهدافها المرجوة. كما بحثت اللجنة مستقبل وكالات الفضاء في ظل العوامل الجديدة التي تؤثر على دورها بشكل مباشر مثل استحواذ الشركات التجارية على بعض هذه الأدوار، وبروز وتطور الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستكشاف الفضائي.
وبهذا الصدد، قال معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي: "تعمل وكالة الإمارات للفضاء على تحقيق التبادل والنقل المعرفي عبر التعاون مع أفضل الخبرات العالمية، وفي هذا الإطار يأتي اختيار أعضاء اللجنة الاستشارية وفقاً لمعارفهم وخبراتهم الواسعة في هذا المجال، لتعزيز جهود المشاريع الوطنية الطموحة، وتنفيذها بشكل يتماشى مع التوجّهات العالمية في القطاع، الأمر الذي يحقق استكمالها للجهود الدولية في مجال استكشاف الفضاء، ويضع دولة الإمارات على خارطة الدول المتقدمة في المجالات الفضائية المتنوعة".
وأضاف الفلاسي: "يمتلك أعضاء اللجنة خبرات واسعة في قيادة مشاريع عالمية نجحت في إضفاء إسهامات كبرى على جهود الاستكشاف الفضائي دولياً، وتتمثل في رئاسة بعض من أهم الوكالات والمنظمات ذات الصلة، وغيرها في مجال التشريعات والقوانين المعنية بالقطاع، فضلاً عن مراكزالأبحاث الفضائية والعلمية، كما تضم اللجنة رواد فضاء سابقين أمضوا فترات طويلة في الفضاء الخارجي، أو شاركوا في عدد من الرحلات الفضائية المأهولة وتلك إلى محطة الفضاء الدولية".
من جانبه، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي: "تأتي أهمية هذا الاجتماع كونه يأتي بعد عام استثنائي لقطاع الفضاء الوطني شهد إطلاق البرنامج الوطني للفضاء، وما يتضمنه من مشاريع ومبادرات طموحة، والذي يحدد توجهات الدولة في مجال الاستكشاف الفضائي خلال السنوات والعقود المقبلة. وسعينا إلى أن تجمع هذه اللجنة نخبة الخبراء العالميين من قادة وكالات فضائية، في وقت تعكف فيه الوكالة على وضع اللمسات الأخيرة على عدد من المشاريع الهامة".
ويذكر أن اللجنة تجتمع بشكل دوري بغرض تقديم المشورة العملية والفنية للوكالة فيما يتعلق بتطوير وإطلاق المشاريع والمبادرات والاستراتيجيات والسياسات والقوانين، إضافة إلى ضمان جودة أداء البرامج المختلفة ومواكبة أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في قطاع الفضاء العالمي.