في خطوة هي الأولى لتعريف المجتمع العلمي الدولي بأهداف ومراحل المهمة
في خطوة هي الأولى لتعريف المجتمع العلمي الدولي بأهداف ومراحل المهمة، شارك الفريق العلمي لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، في مؤتمر الكويكبات والمذنبات والنيازك، التجمع الدولي الأول لعلماء دراسة الأجسام الصغيرة، من خلال سلسلة من العروض التقديمية؛ وذلك في ولاية أريزونا الأمريكية.
وقدم الفريق العلمي، الذي ضم: حور المازمي، قائد الفريق العلمي في مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، بمشاركة الدكتور محمد رامي المعري، وفاطمة الهاملي، وهيام البلوشي، 8 عروض تقديمية عن أهداف ومراحل المهمة المتعددة والتصميم والأجهزة العلمية والمعلومات المتوفرة عن الكويكب السابع جوستيشيا.
وقالت حور المازمي، «تعد المشاركة في المؤتمر الفرصة الأولى، التي تتاح للفريق العلمي لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لمشاركة أهدافها العلمية مع المجتمع العلمي الدولي، ونحن واثقون بأن المهمة ستكون استكمالاً للمهمات الحالية؛ حيث ستسهم في تأكيد الملاحظات الحالية وتعزيز فهمنا لهذه الكويكبات خاصة جوستيشيا اللغز الأخير في رحلتنا».
وتمتد المهمة على مدار 13 عاماً؛ حيث تنقسم إلى 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي تنتهي مع الكويكب السابع «جوستيشيا». ويستند تصميم مركبة مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات إلى الخبرات المكتسبة من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وستحمل مركبة «MBR إكسبلورر»، مجموعة من الأجهزة العلمية المتطورة، ستعمل معاً على الاستشعار من بعد، خلال التحليقات الست المخطط لها، والتي من المتوقع أن تستمر كل منها بين ساعتين إلى 12 ساعة، وسيتبع ذلك رسم خرائط كاملة لجوستيشيا على مدار السبع أشهر الأخيرة.
من جانبه، قال المهندس محسن العوضي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، «إن مركبة MBR إكسبلورر، تشكل مستوى جديدًا من التحدي لنا، بداية من التحديات البيئية القاسية التي سنواجهها، وصولاً إلى مدة الرحلة ودقة التنقل التي يتطلبها برنامج التحليقات والهبوط على الكويكب الأخير»، مضيفا «أنَّ المهمة تتعلق بالبيانات حيث نطمح لجمع وإرسال أكبر قدر من المعلومات عن الكويكبات التي نستهدفها.»
وسلطت العروض التقديمية، الضوء على الأهداف العلمية وتفاصيل تصميم مهمة الإمارات لاستكشاف الكويكبات، والتقييمات الحالية لفهمنا لكويكبات الحزام الرئيسية خاصة الكويكب السابع «جوستيشيا»، وأحدث التحليلات لشكل ومجال جاذبية «جوستيشيا».
كما ركزت على حمولة المركبة الفضائية، والتي ستشمل: مطياف الأشعة تحت الحمراء متوسط الموجة، المصمم من وكالة الفضاء الإيطالية، والكاميرا المرئية عالية الدقة، وكاميرا الأشعة تحت الحمراء الحرارية، المصنعة من شركة «أنظمة مالين لعلوم الفضاء» الأمريكية، ومطياف الأشعة تحت الحمراء الحرارية، الأداة المعاد تصميمها من المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS) الخاص بمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل».
وقدم الفريق العلمي، ملخصاً عن الأهداف الاستراتيجية والعلمية لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، والمتمثلة في بناء فهم أعمق لخصائص الكويكبات الغنية بالمياه وتطورها، بالإضافة إلى التعريف بأحدث الأجهزة العلمية التي ستستخدم لتحديد تاريخ وتكوين ودراجات الحرارة على الكويكبات السبع، بالإضافة إلى البحث عن أدلة لمعرفة أماكن تشكيلها وتحديد أصولها وارتباطها بأحجار نيزكية أكبر.
ويُعتقد أن الكويكب «جوستيشيا» نشأ في حزام كايبر، منطقة الأجسام الجليدية الواقعة خارج مدار كوكب «نبتون»، ثم انتقل إلى الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري. وقال بول هاين، «إنَّ مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات ستساعد في تضييق نطاق أصول هذا الكويكب الغامض وأسباب احمراره الشديد».
وتشير أحدث الأبحاث حول «جوستيشيا»، إلى أنه يبدو شديد الاحمرار في طيف الأشعة تحت الحمراء ما يشبه بشكل كبير أجسام النظام الشمسي الخارجي. وقد يكون هذا بسبب مادة عضوية معقدة موجودة بالكويكبات الموجودة على مسافة أبعد بكثير من الشمس. وستساعد البيانات من مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، في اختبار فرضية نشأة «جوستيشيا» خارج كوكب نبتون.
واختيرت الكويكبات المستهدفة، بسبب تركيباتها المتنوعة؛ حيث يبلغ قطر اثنين من الكويكبات حوالي 50 كيلومترًا، فيما يبلغ قطر الخمس كويكبات الكربونية الأخرى أقل من 10 كيلومترات ومن بينها «جوستيشيا» شديد الاحمرار، والذي يُعتقد أنه نشأ في حزام «كايبر» قرب نبتون وانتقل إلى الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري.
وتمثل مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، محركا رئيسيا في الاستراتيجية الوطنية للفضاء لدولة الإمارات، من أجل التنمية المستدامة طويلة المدى للقطاع الفضائي الخاص، إلى جانب تسخير تبادل المعرفة والشراكات التجارية بين شركات قطاع الفضاء الإماراتية والمؤسسات التعليمية والعلماء.
وستقطع مركبة «MBR اكسبلورر»، مسافة 5 مليار كيلومتر، تتضمن مناورات بمساعدة قوة الجاذبية لكواكب الزهرة والأرض والمريخ لزيادة سرعة المركبة الفضائية، ودعم سلسة من التحليقات القريبة التي تبدأ في فبراير 2030 وتستمر حتى عام 2034، وتنتهي بالتحليق الأخير قرب الكويكب السابع «جوستيشيا» ومن ثم إرسال مركبة هبوط لجمع البيانات من سطح الكويكب، والتي ستطور بالتعاون مع شركات القطاع الفضائي الخاص والشركاء الأكاديميين في دولة الإمارات.
يذكر، أن مؤتمر الكويكبات والمذنبات والنيازك، التجمع الدولي الأول لعلماء دراسة الأجسام الصغيرة، يعد التجمع الدولي الأول لعلماء دراسة الأجسام الصغيرة، والذي بدأت عام 1983 في مدينة أوبسالا بالسويد.