اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء تعقد اجتماعها الثاني بأبوظبي

23 مايو 2016

عقدت اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء اليوم، اجتماعها الدوري الثاني في فندق "رووزوود" أبوظبي، وذلك لمناقشة واستعراض الإنجازات التي حققتها الوكالة على صعيد تطوير القطاع الفضائي في الدولة وتوجهاته المستقبلية.

وترأس الاجتماع سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وحضره كل من الدكتور سعيد الظاهري رئيس مجلس إدارة "سمارت وولرد"، وجون جاك دوردان المدير العام السابق لوكالة الفضاء الأوروبية، والدكتور تشارلز العشي مدير مختبر الدفع النفاث ونائب رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، والدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، والدكتور طيب كمالي المدير السابق لكليات التقنية العليا على مستوى الدولة، والدكتورة مازلان عثمان الرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي والمدير العام السابق لوكالة الفضاء الماليزية، وسونغ دونغ بارك الرئيس التنفيذي لشركة "ساتريك" المزودة لحلول مهمات مراقبة الأرض، والسير مارتن سويتينج المدير العام لمركز "سوريي" للفضاء.

وناقشت اللجنة آخر مستجدات تطوير السياسة والاستراتيجية والقوانين الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة، وإمكانية تبوء الدولة مركزاً إقليمياً للنشاطات الفضائية، إضافة إلى الدور العالمي الذي يمكن لوكالة الإمارات للفضاء أن تلعبه في المشاريع الفضائية العالمية، وما هو المستوى الذي يجب أن تصل إليه الوكالة خلال السنوات الخمس والعشر المقبلة، وكيف يمكن لها تحقيق العوائد المالية وحماية أصولها الفضائية.

وبحثت اللجنة كيفية الاستفادة من الاهتمام العالمي بالوكالة منذ تأسيسها، والذي ترجم من خلال عدد كبير من مذكرات التفاهم والتعاون التي وقعت مع مختلف الوكالات والمؤسسات والجهات العالمية المتخصصة في قطاع الفضاء، كما استعرضت مجموعة من الفعاليات والمناسبات ذات الصلة بقطاع الفضاء، والتي يمكن للوكالة تنظيمها في الدولة، فضلاً عن دور الوكالة في لجان الأمم المتحدة المتعلقة بالفضاء.

وتطرقت اللجنة إلى مبادرات الوكالة في مجال تطوير القدرات والمؤهلات البشرية المتخصصة، نظراً للنقص الذي يعاني منه القطاع في هذا الإطار بشكل عام، إضافة إلى مقترحات اللجنة عن أفضل الجامعات والمؤسسات العالمية التي يمكن للوكالة ابتعاث طلاب الدولة إليها لدراسة علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء، وسبل تشجيع المزيد من طلاب الدولة على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وستسعى وكالة الإمارات للفضاء إلى الاستفادة من خبرات أعضاء لجنتها الاستشارية بهدف توقع النشاطات الفضائية المستقبلية ضمن القطاع على مستوى العالم، إذ سيطرح الأعضاء تقييمهم لمراحل استكشاف الفضاء المستقبلية، وما قد يتبع مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف كوكب المريخ، وإمكانية استغلال المصادر الفضائية، وسوق الرحلات الفضائية التجارية وتطورها، ومستقبل محطة الفضاء الدولية بعد العام 2024.

وصرح سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "إن الاجتماع الثاني للجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، يأتي في وقت تعكف فيه الوكالة على وضع اللمسات الأخيرة على مسودة وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي إحدى أهم خطوات الوكالة في وضع الإطار التنظيمي للقطاع في الدولة، والتي ستحدد أبرز ملامح الاستراتيجية العامة للقطاع، فضلاً عن اللوائح التشريعية والقوانين الناظمة المستقبلية".

وأضاف: "تهدف السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات إلى بناء قطاع فضائي إمارتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، ويؤصل ثقافة الابتكار والاعتزاز القومي، ويرسخ دور دولة الإمارات ومكانتها إقليمياً وعالمياً.

وأعرب الرميثي عن ثقته بأن آراء أعضاء اللجنة الاستشارية للوكالة وتعليقاتهم على مسودة السياسة ستكون قيّمة للغاية، نظراً للخبرات التي يتمتعون بها في مختلف المجالات مثل الحوكمة ووضع معايير النجاح، والمعرفة في التقنيات المختلفة في مجال الفضاء، والخبرة في الأبحاث الفضائية، إضافة إلى الخبرات التشريعية والتنظيمية، كونهم يشغلون في الوقت الراهن أو شغلوا في السابق مناصب قيادية رفيعة في عديد من الوكالات ومراكز الأبحاث.

من جانبه، أوضح الرميثي أن تشكيل اللجنة الاستشارية للوكالة جاء ليمنحها الإرشاد الضروري في مراحل نشأتها وتطورها، معرباً عن سعادته وفخره بتمكن الوكالة من جمع هذه النخبة الفريدة من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات والاختصاصات تحت سقف واحد.

وأشار الرميثي إلى أن الاستفادة وتبادل الخبرات مع الجهات الفضائية والاختصاصيين العالميين يأتي في إطار الخطط الاستراتيجية لدولة الإمارات، والتي قامت بصياغتها بما ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة للدولة ورؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى أن تكون الدولة واحدة من أفضل دول العالم بحلول عيدها الوطني الخمسين.

وأفاد الرميثي أن وكالة الإمارات للفضاء تقف على أعتاب نقلة نوعية في مسيرتها منذ التأسيس قبل عامين، إذ تقترب من وضع الإطار التنظيمي للقطاع الفضائي في الدولة، ومن هنا تنتهي مرحلة التأسيس، وتبدأ مسيرة المشاريع والنشاطات والمهام الفضائية المستقبلية، مشيراً إلى الدور المحوري للجنة الاستشارية في دعم عملية تطوير هذه المشاريع والمبادرات.

وأكد الرميثي أن مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف كوكب المريخ، يبقى على رأس مشاريع الوكالة، نظراً لأهميته العلمية التي ستعود بالفائدة على البشرية، حيث اعتبره الرميثي منصة لتطوير القطاع الفضائي في الدولة.

وقال الرميثي: "إن هذا المشروع الطموح يضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة التي تملك برامج فضائية متطورة، وهو سيكون بمثابة فخر للدولة والمنطقة أجمع، حيث أنه أول مشروع عربي من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائي لاستكشاف الكواكب الأخرى وبذلك فهو يشكل دليلا على قدرة العالم العربي على المساهمة الفاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية".

وأثنى الرميثي على جميع القائمين على تطوير المشروع، والذي لاقى إعجاب واهتمام العديد من الوكالات والهيئات والمؤسسات العالمية الفضائية، مؤكداً على التزام الوكالة برفد المشروع بآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الفضائية لضمان النجاح خلال السنوات القليلة المقبلة التي تفصلنا على يوم الإطلاق.

يشار إلى أن اللجنة تجتمع بشكل دوري بغرض تقديم المشورة العملية والفنية للوكالة فيما يتعلق بتطوير الاستراتيجيات والسياسات والاتجاهات المستقبلية، إضافة إلى ضمان جودة أداء البرامج المختلفة ومواكبة أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في قطاع الفضاء العالمي.