الإمارات واليابان تؤسسان للتعاون في مجال تقنيات وعلوم الفضاء

22 مايو 2016

وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء اليوم، مذكرة تفاهم وعقد مع مؤسسات يابانية، لإطلاق مسبار الأمل الى الفضاء الخارجي، وتعزيز أواصر التعاون في مجال الاستكشاف والتطوير للكوادر البشرية المتخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء.

جاء ذلك خلال حفل أقيم في فندق سانت ريجيس الكورنيش بأبوظبي، وجرى خلاله استقبال سعادة كانجي فوجيكي سفير اليابان لدى دولة الإمارات، بحضور سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء.

وحضر الحفل سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام "مركز محمد بن راشد للفضاء"، وشيخة المسكري، الرئيس التنفيذي للإبتكار في وكالة الإمارات للفضاء، وخالد الهاشمي، مدير إدارة المهام الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، والمهندس سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وعدد من المسؤولين بقطاع الفضاء في الدولة. كما حضر الحفل ممثلين عن لجنة سياسات الفضاء اليابانية وكلية علوم الفضاء والطيران في جامعة طوكيو والسفارة اليابانية لدى الدولة وغيرها.

ووقعت وكالة الإمارات للفضاء خلال الحفل مذكرة تفاهم مع منظمة استكشاف الفضاء اليابانية، والتي تغطي مختلف نواحي التعاون في استكشاف الفضاء واستخدام الفضاء الخارجي في المجالات السلمية، وتطوير الأقمار الصناعية العلمية والإختبارية، والاستشعار عن بعد والاتصالات، والتعاون في تبادل المعلومات والأبحاث والدراسات والبيانات العلمية، فضلاً عن عقد المحاضرات والمؤتمرات البحثية المشتركة.

ووقع عن الجانب الإماراتي سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والدكتور ناوكي أكومورا، رئيس وكالة الفضاء اليابانية.

من جانبه، وقّع "مركز محمد بن راشد للفضاء" عقداً مع شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة" لإطلاق مسبار الأمل المخصص لاستكشاف كوكب المريخ، على متن الصاروخ H-IIA - (اتش 2 إى) في العام 2020. ووقع العقد كلا من سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس ادارة "مركز محمد بن راشد للفضاء" وهيساكازو ميزوتاني، نائب الرئيس التنفيذي في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة.

مستهدفات استراتيجية

وتعليقاً على توقيع المذكرات، صرح سعادة الدكتور خليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "تصب هذه المذكرات في إطار المستهدفات الاستراتيجية لوكالة الإمارات في بناء وتطوير شراكات ذات منفعة مشتركة مع مختلف المؤسسات والجهات العالمية ذات الخبرات المتخصصة والعريقة في قطاع الفضاء بشكل عام، ومجال استكشاف الفضاء وتطوير رأس المال البشري بشكل خاص".

وأضاف: "تتمتع لليابان بتاريخ حافل بالانجازات في مختلف القطاعات والصناعات، من بينها قطاع الفضاء، وبالتالي فإن دولة الإمارات تطمح إلى الاستفادة من هذه التجربة بما يعود بالفائدة على قطاع الفضاء المحلي، والمساهمة في تنوع الاقتصاد الوطني". 

تطوير القدرات

بدوره، صرح سعادة كانجي فوجيكي سفير اليابان لدى الدولة: "تدرك كلا الدولتين أن تطوير القدرات واستغلالها في مجال الفضاء هي بمثابة عامل محفز للروح العلمية وتشجيع الأجيال المقبلة، ولتطوير صناعات مستقبلية مبتكرة، وتعزيز القدرات الأمنية الوطنية".

وأضاف فوجيكي: "تتمتع اليابان بتاريخ حافل في علوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يفيض بالخبرات المتراكمة الإيجابية والسلبية، ويسُرنا أن نتشاركها مع دولة الإمارات العربية المتحدة بما يعود بالمنفعة المشتركة على البلدين. وأنا واثق من أن مذكرات التفاهم التي وُقعت اليوم ستكون بمثابة حجر الأساس لمزيد من التعاون المكثف في مجال الفضاء، والتي من المؤكد أنها ستعود بفوائد جمّة على برامجنا الفضائية الطموحة".

خبرات ضرورية

من جانبه، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: "منذ إعلان دولة الإمارات دخول سباق استكشاف الفضاء وإطلاق مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف كوكب المريخ، سعت الوكالة إلى تطوير علاقاتها مع مختلف المؤسسات ذات الصلة بقطاع الفضاء لضمان رفد المشروع بالخبرات الضرورية لنجاح هذه المشروع الطموح. وعملنا خلال اللقاء مع نظرائنا اليابانيين على بحث فرص التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، وعلى رأسها تطوير القدرات والمؤهلات العلمية المحلية، وهو ما توجناه اليوم بهذه الاتفاقيات".

ونوه سعادة الأحبابي بأن مشروع "مسبار الأمل" الذي يعد باكورة مشاريع الوكالة سيُسهم في ترسيخ مكانة الدولة ضمن مصاف الدول المتقدمة التي تتمتع ببرامج فضائية طموحة، لذا، فإن تبادل الخبرات والتجارب والأبحاث العلمية مع الجانب الياباني في هذا الإطار سيكون له مردود إيجابي على البرنامج.

عمق العلاقات

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور ناوكي اكومورا، رئيس وكالة الفضاء اليابانية عمق العلاقات بين المنظمة ودولة الإمارات، والذي يعود إلى العام 2009 حين جرى تزويد القمر الصناعي "دبي سات2" بنظام دفع كهربائي طور بالشراكة مع المنظمة. وأشار اكومورا إلى أن مذكرات التفاهم تهدف إلى تعزيز العلاقات مع وكالة الإمارات للفضاء في النشاطات الفضائية، وذلك من خلال استغلال التجارب والتكنولوجيا اليابانية التي طورتها على مدى السنوات الماضية.

وتضمن الوفد الياباني الذي حضر الحفل ممثلين عن لجنة سياسات الفضاء اليابانية وكلية علوم الفضاء والطيران في جامعة طوكيو والسفارة اليابانية لدى الدولة وغيرها.

مشروع طموح

استهل سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس ادارة "مركز محمد بن راشد للفضاء" كلمته بشكر فريق العمل المشترك المؤلف من "وكالة الإمارات للفضاء" و"مركز محمد بن راشد للفضاء" الذين يتعاونون على "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ"، مشيراً إلى "أن المرحلة التي وصل إليها هذا المشروع العربي الطموح إنجاز يعكس جهود الطرفين وعملهم الحثيث في وصوله إلى الأهداف التي يصبو إليها".

وأشاد المنصوري بخبرة دولة اليابان في استكشاف  الفضاء الخارجي، لافتاً إلى "العلاقات الوطيدة التي تربط دولة الامارات العربية المتحدة واليابان في مجال صناعة الفضاء". وأضاف: "سبق وكان هناك تعاون واتفاقيات في مجالات مختلفة مرتبطة بمشاريع فضائية أخرى ومن بينها التعاون مع "وكالة استكشاف الفضاء اليابانية في مشروع "دبي سات-2"، بالإضافة إلى تكليف شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة" في إطلاق القمر الصناعي الثالث من منظومة الأقمار الصناعية التابعة للمركز، "خليفة سات"، أول قمر صناعي عربي يتم تصنيع في دولة الإمارات العربية المتحدة بكفاءات وخبرات إماراتية".

وأعرب المنصوري عن ثقته باختيار شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة" لإطلاق مسبار الأمل، مشيراً الى "ان اختيارها اتى نتيجة دراسة معمّقة ومفصلة بما يتناسب مع تصاميم المسبار ومواصفات الصاروخ، بالإضافة الى خبرة الشركة في هذا المجال". وأكد المنصوري "ان اختيار شركة الإطلاق والصاروخ قرار مصيري وحساس في المشاريع الفضائية خصوصاً لمشروع يحظى بأهمية كبرى مثل "مشروع الامارات لاستكشاف المريخ"، إذ هو أحد المحطات الرئيسية في استراتيجية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء، حيث انها محطة تؤسس لصناعة جديدة لها دور متنامي وتصاعدي في اقتصادات الدول".

وأضاف المنصوري: "نحن واثقون أن دولة الإمارات ستكون لها بصمتها على مستوى العالم في تقنيات الفضاء بحلول العام 2020، وأن الرؤية السديدة والثاقبة لقيادتها الرشيدة وبناء جيل جديد من العلماء والخبراء والمهندسين وخلق بنية تحتية عالية المستوى سيمكنوها من أن تكون من بين الدول القليلة في العالم التي تمتلك صناعة فضاء متطورة تخدم حياة الإنسان وتثري المعرفة البشرية جمعاء".

وختم المنصوري كلمته  بشكر "وكالة الامارات للفضاء" والدعم الكبير لمجلس ادارتها في تنفيذ "مشروع الإمارات لإستكشاف المريخ"، مسلطاً الضوء على دورها الإشرافي في المشروع ومتابعتها الحثيثة لمجريات العمل. واشاد المنصوري بـ "جهودها في نسج شراكات بناءة تساهم في تطور صناعة وابحاث الفضاء في الإمارات العربية المتحدة".