شارك وفد رفيع المستوى من وكالة الإمارات للفضاء والقطاع الفضائي بالدولة في فعاليات "ملتقى الفضاء الدولي" الذي أقيم بولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى الأسبوع الماضي، والذي جمع نخبة من قادة القطاع العالميين وممثلين عن الجهات الحكومية وخبراء من جميع أنحاء العالم.
وترأس معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الوفد الذي ضم سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، وعدد من المسؤولين والمهندسين.
وشارك معالي الفلاسي في جلسة حوارية ضمن فعاليات الملتقى حول اقتصاديات قطاع الفضاء الناشئة، والتي ناقش فيها الأثر المتسارع للأنشطة الفضائية على خطط التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات، الأمر الذي يُعتبر إيجابي بشكل كبير مقارنة بالفترة القصيرة نسبيّاً منذ تفعيل الدولة لقطاع الفضاء، ووضّح معاليه إمكانات ومدى مساهمة القطاع في التحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، هذا وبالإضافة إلى تسليطه الضوء على أهمية العمل والتعاون مع الأطراف الدولية في هذا القطاع الحيوي.
وأشار معالي الفلاسي خلال الجلسة إلى أن تركيز دولة الإمارات على الأنشطة الفضائية يعتبر بمثابة استثمار في المستقبل، حيث يحفّز هذا النوع من الاستثمار ويحقق المقدرات التكنولوجية والتعليمية والتطبيقات المتقدمة للمواد العلمية المنشودة، وبالتالي ينعكس على تسارع وتيرة التنمية في مختلف القطاعات الأخرى، فضلاً عن ما يوفره من عوائد وفوائد اقتصادية.
وقال معالي الفلاسي: "يعتبر استكشاف العالم من حولنا أسمى مغامرة تخوضها البشرية وأعظمها أثراً على الموروث المعرفي وجودة حياة الناس جميعاً، ونؤمن بأنه يمكن لأي مجتمع أو دولة، بغض النظر عن حجمها، القدرة على المساهمة في هذه المساعي النبيلة، وتحقيق مثل هذه المنفعة الجماعيّة يتطلب تكاتف جهود جميع الأطراف المعنيّة حول العالم، خاصة حين يتعلق الأمر بالتبادل والنقل المعرفي لتعزيز وتنمية المهارات المتقدمة التي يتطلبها تحقيق هذه الغاية".
وكان وفد قطاع الفضاء الإماراتي قد عقد على هامش الملتقى سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع ممثلين عن مجموعة من الوكالات والمنظمات الفضائية العالمية، من أبرزهم روبرت لايتفود، رئيس وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بالإنابة، بالإضافة إلى بيونغ سون جونغ نائب وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى كوريا الجنوبيّة، وسيلفان لابورتيه رئيس وكالة الفضاء الكندية.
كما تم عقد اجتماع مع النظير الياباني، هنأ فيه الوفد الرئيس الجديد لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية، الدكتور هيروشي ياماكاوا، على تعيينه، وبحث الطرفان آفاق التعاون المستقبلي والأنشطة المرتبطة بمشروع مسبار الأمل المقرر إطلاقه في عام 2020 ليصل إلى المريخ في 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد دولة الإمارات، وهو المشروع الذي تعتبره اليابان أولويّة وطنيّة لديها.
وبهذا الصدد، قال معالي الفلاسي: "يعتبر "مسبار الأمل" أول مهمة لنا لاستكشاف المريخ ومشروعنا الأساسي والأهم لاستكشاف الفضاء في الوقت الراهن، حيث سيُلهم المسبار جيل الشباب في دولة الإمارات، وسيؤكد أنه بفضل حرص الدولة الدؤوب على توظيف أحدث وسائل العلوم والتكنولوجيا لتمكين أبنائها وبناتها، لن يوجد سقف أو حد لطموحاتهم".
من جانبه، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة: "أكدت الزيارة على عمق العلاقات التي تجمع دولة الإمارات مع مختلف الدول حول العالم في قطاع الفضاء، حيث التقينا خلال هذه الزيارة بعدد كبير من ممثلي تلك الدول الذين عبروا عن دعمهم الكامل لبرنامجنا الوطني للفضاء. وأسهم التفاعل مع الشباب والمبادرات التعليمية التي جرى اطلاقها نتيجة لهذه الشراكات في استراتيجياتنا المتعلّقة بالتحول نحو اقتصاد مبني على المعرفة".
والجدير بالذكر أن هذه المشاركة تعتبر الرابعة على التوالي لوكالة الإمارات للفضاء في فعاليات ملتقى كولورادو، والذي جذب هذا العام أكثر من 14 ألف مشارك، وضم متحدثين مرموقين من بينه نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" ووزير التجارة الأمريكي "ويلبير روس" وغيرهم من المسؤولين والخبراء.