وكالة الإمارات للفضاء تسلّط الضوء على مساهمة قطاع الفضاء في دفع عجلة التنمية المستدامة

21 يناير 2019

استعرضت وكالة الإمارات للفضاء إسهامات القطاع الفضائي في مجال الاستدامة وتطوير اقتصاد مبني على المعرفة، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة "2019، والذي نظمته شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الفترة من 12 إلى 19 يناير.

وشارك معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء في حلقة نقاش انعقدت بعنوان "كيف يرتقي الاستثمار بالعلوم في دولة الإمارات بالتنمية المستدامة على المدى الطويل"، بمشاركة معالي سارة الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، ومعالي مريم المهيري، وزيرة الدولة لملف الأمن الغذائي المستقبلي.

وشدد معاليه على الدور الهام الذي يلعبه الشباب في مجال الاستدامة، معتبراً أن الجيل القادم يلعب دوراً أساسياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، لما يتمتع به من مقومات الابتكار والشغف والإبداع والحيوية.

وقال الفلاسي: "من المتوقع أن يساهم نموّ قطاع الفضاء في دولة الإمارات بشكل مباشر بالارتقاء بالتعليم من جهة، ودعم الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة من جهة ثانية، وهما من الركائز الأساسية لمئوية الإمارات 2071، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"".

وأشار الفلاسي إلى دور مشاريع استكشاف المريخ في بناء القدرات، حيث أكّد على "طموح دولة الإمارات في بناء مدن دائمة على المريخ بحلول عام 2117 كهدف طويل الأمد يشجّع أجيالاً من الإماراتيين على تبنّي مناهج علمية ضمن عملية تهدف إلى ترسيخ ثقافة المعرفة المتقدمة والابتكار والإبداع والتعلّم كدافع جوهري يقود مسارات التنمية المستدامة في الدولة".

وبدوره، شارك سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، في جلسة حوارية بعنوان "بناء القوى العاملة المستقبلية من الآن" بحضور إرين وينك المحررة المشاركة في مجلة "إم آي تي تكنولوجي ريفيو"، والدكتور ستيف جريفيث النائب الأول لرئيس قسم الأبحاث والتطوير في جامعة خليفة، حيث أدارت الجلسة سيلين بريتش الخبيرة الاقتصادية لدى وحدة المعلومات الاقتصادية التابعة لمجلة "الإيكونوميست".

وصرّح الأحبابي: "تُعدّ وكالة الإمارات للفضاء أول وكالة فضائية متقدمة على مستوى المنطقة، ونسعى إلى الاستفادة من الفضاء كمحفّز لإلهام الجيل الشاب ولفت انتباههم وتدريبهم وتعليمهم. لذلك نحاول أن ندفع الشباب للحصول على شهادة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لأن توجهاتنا تتلخّص في بناء قدرات القوى العالمة وتطويرها".

وفي جلسة ناقشت كيفية تأثر القوى العاملة في المستقبل بالآلات، قال الأحبابي: "تمثّل الأقمار الصناعية آلات روبوتية، ويستغرق إنشاؤها 3 سنوات ضمن عملية متطوّرة غاية في التعقيد. ومن هنا تبرز أهمية الأتمتة في قطاع الفضاء كعامل حاسم في توفير الوقت وخفض التكاليف، حيث يتطلّب هذا المجال الكثير من التمويل".

وأضاف الأحبابي: "لا أعتقد أن الأتمتة والروبوتات ستتولى كافة المهام لدرجة تصبح فيها القوى البشرية عاطلةً عن العمل. فالإنسان هو من يقوم بإدارة وتشغيل الأقمار الصناعية، وفي نهاية المطاف سنشهد دوراً متزايداً لقطاع الأتمتة في مساعدة البشر على القيام بالمزيد من الأعمال".

وخلال جلسة حوارية بعنوان "استقدام تكنولوجيا الفضاء إلى الأسواق المحليّة، قال الدكتور محمد الجنيبي المدير التنفيذي لقطاع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: "يتمثّل هدفنا في تحقيق نقلة دولة الإمارات إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال النهوض بقطاع الفضاء الذي يفيد الإنسان ويدعم الاستدامة".

وأضاف: تمتلك الدولة المتحدة أكبر اقتصاد فضائي على مستوى المنطقة، ونحن قادرون على الاستفادة مما لدينا من إمكانات لخدمة الوطن والعالم أجمع".

وفي معرض ردّه على سؤال حول الاستخدامات المحددة لتكنولوجيا الفضاء في الدولة لصالح الإنسانية، أجاب الجنيبي: "تمتلك الإمارات قطاع فضاء يتميز بالحيوية والتنوع، ويضمّ شركات متميزة للاتصالات الفضائية منها "ياه سات" و"الثريا" اللتين تقدمان أرقى الخدمات الخاصة بالاتصالات الفضائية إلى معظم مناطق العالم. وأطلقت شركة "ياه سات" في العام الماضي ثالث قمر صناعي لها، وهي الآن تغطي 60 مليون مشترك ضمن أكثر من 140 دولة، ما مكّن بعض المناطق التي لم يسبق لها التواصل الفضائي من قبل الانضمام إلى شبكة الاتصال مع العالم. ومن جهته، يشكّل مركز محمد بن راشد للفضاء نموذجاً متميزاً لترسيخ الفضاء في خدمة الإنسانية، حيث يدير حالياً 3 أقمار صناعية مزوجة بمجموعة واسعة من القدرات".

كما كشف أسبوع أبوظبي للاستدامة عن الدور الهام الذي تلعبه المرأة في الإلهام على التغيير والابتكار، والمساهمة البنّاءة في تطوير مستقبل الاستدامة. وقد شاركت شيخة المسكري، الرئيس التنفيذي للإبتكار في وكالة الإمارات للفضاء في "ملتقى السيدات للاستدامة والطاقة المتجددة" الذي انعقد ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث حضرت جلسةً حواريةً بعنوان "دور المرأة في النهوض بأهداف الأمم المتحدة في تحقيق التنمية المستدامة" وناقشت المسكري مع زملائها المشاركين موضوع استنهاض الطاقات الكفيلة بتفعيل دور المرأة في مختلف القطاعات كالتعليم وريادة الأعمال والابتكار والتمويل والسياسة وتغيير السلوك الثقافي، الأمر الذي يساعد في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وسلّطت المسكري الضوء على عدم مشاركة المرأة بشكل كافٍ في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في شتى أنحاء العالم، خاصةً في قطاع الفضاء. كما شاركت بعض المنهجيات التي جرى اعتمادها لتعزيز دور المرأة في الفضاء، حيث قالت: "قمنا بتطوير برامج تفعيل المشاركة وبناء القدرات، وهي مفتوحة أمام كافة الفتيات والسيدات، وهي برامج ساهمت بفعّالية في تخفيض مستوى التحديات التي تواجه المرأة".

 وأضافت المسكري: "سعينا أيضاً إلى رفع مستوى الوعي بالفضاء وبناء ثقافة الاهتمام بهذا المجال لمواجهة بعض التحديات التي تقف أمام الحضور النسائي في الفضاء".

وعلى صعيد آخر، شارك كل من المهندس ناصر الراشدي، مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية؛ وسمية الهاجري، رئيسة قسم السياسات والتشريعات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، في جلسة حوارية بعنوان "كيف يصبح برنامج الإمارات للفضاء أكثر استدامة". وقد ناقشت الجلسة أهمية الاستثمار الفضائي وتفعيل مشاركة الجيل الشاب وبناء الإمكانات.

وشدّد الراشدي على أهمية الاستثمار في الفضاء ضمن دولة الإمارات قائلاً: "نتعاون في وكالة الإمارات للفضاء مع اللاعبين الآخرين في القطاع لإيجاد وسائل فعّالة تساهم في تشجيع الاستثمار الفضائي سواء من قبل الحكومات أو الشركات أو الأفراد. وقد تواصلنا مع الشركاء والمستثمرين والحكومات والجامعات لمناقشة أهمية زيادة الوعي بشركات الفضاء التي لا تدرك احتياجات السوق، إضافة إلى تعريف العملاء ممّن لديهم الكثير من الأعمال حول اتساع فرص الاستفادة من الفضاء وامتلاك التنظيم والاتساق المناسب لدعم المستثمرين في الفضاء".

وأكّد العديد من المشاركين في الجلسة على ضرورة تفعيل مشاركة الجيل الشاب في القطاع. وجرى تعزيز هذا التوجه من خلال فتح المجال أمام الشباب للمشاركة في الحوار، حيث سلّطوا الضوء على تجاربهم الملهمة لتشجيع الأجيال القادمة على التواجد بشكل أكبر في عالم الفضاء.

ومن جهة أخرى، أدار الدكتور مثنى آل محمود، رئيس قسم علوم وتكنولوجيا الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء، جلسة حوار بعنوان "غزاة الفضاء الشباب" كجزء من منتدى "شباب من أجل الاستدامة". وشارك في هذه الندوة ثلاثة نجوم صاعدة في قطاع الفضاء، وهم علياء المنصوري والمهندسين عبد الله المرر ومحمد العامري، الذين سلطوا الضوء على أهمية مشاركة الشباب في الفضاء، وكيف ازداد عدد الشباب الذين يهتمون بالقطاع الفضائي. وناقش المشاركون التحديات التي يواجهها الشباب في مجال الفضاء وشدّدوا على أن الطريقة الوحيدة لمواجهة هذه التحديات هي امتلاك الحماس والشفف لاستكشاف الفضاء. كما أبرزت هذه الندوة الدور الهام الذي تلعبه القيادة الإماراتية في دعم قطاع الفضاء وتشجيع الشباب لدخول هذا المجال.

وأخيرا، ناقش أعضاء الفريق المجالات الانتقائية التي ينطوي عليها الفضاء، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر، الهندسة والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وعلم الفلك. كما شهد أسبوع أبوظبي للاستدامة تواجد "كليكس هوب" لإعطاء أصحاب المشاريع ذوي الأفكار المؤثرة فرصة للحصول على تعهدات تمويل لتطوير مشروعهم، حيث شارك المركز في ثمانية من رواد الأعمال الذين عرضوا أفكارهم واختراعاتهم إلى لجنة تألفت من الدكتور خالد الهاشمي، مدير إدارة المهمات الفضائية في الوكالة، إلى جانب ممثلين من مركز محمد بن راشد للفضاء و’كريبتو لابز‘ وغيرها من المؤسسات. وقدم رواد الأعمال من كندا وإيطاليا والمملكة المتحدة وجمهورية التشيك ودول أخرى أفكارهم وابتكاراتهم التي ركزت على موضوع الاستدامة.

ويعتبر أسبوع أبوظبي للاستدامة، أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم، ويهدف إلى تعزيز الفهم لأبرز التوجهات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تسهم في تشكيل العالم اليوم. و يجمع الأسبوع تحت مظلته مزيجاً فريداً من صانعي القرار وخبراء القطاعات ورواد التكنولوجيا وقادة المستقبل في مجال الاستدامة. ويوفر الأسبوع منصة تتيح للمشاركين التعرف على التطورات التي تطرأ على القطاعات وكيفية تكيفها معها، فضلاً عن المساهمة في تحفيز ودفع عملية التنمية المستدامة في العالم.