نظمت وكالة الإمارات للفضاء ورشة عمل متخصصة جمعت مختلف الأطراف المعنية ضمن القطاع الفضائي الوطني، وذلك بهدف وضع آلية مشتركة خاصة بالاستجابة لظاهرة سقوط الأجسام الفضائية، بما يتماشى مع الخطط الاستراتيجية للوكالة الرامية إلى تنظيم القطاع الفضائي في الدولة وتوحيد جهود المؤسسات والهيئات العاملة فيه.
وضمت الورشة ممثلين عن وكالة الإمارات للفضاء، ووزارتي الدفاع والداخلية، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والمجلس الوطني للإعلام، ومركز محمد بن راشد للفضاء وهيئة الطيران المدني ومركز الفلك الدولي في أبوظبي وغيرها من الجهات المتخصصة، حيث تضمنت نقاشات حول الآلية الجديدة بما تتضمنه من نماذج للتقارير ولتبادل المعلومات قبل وبعد سقوط الأجسام الفضائية.
وبحثت ورشة العمل السقوط المتوقع لمختبر "تيانجونج" الفضائي الصيني إلى الأرض في منتصف شهر مارس المقبل في المناطق بين خطي عرض 43 درجة شمالاً وجنوباً اللذان يشملان معظم المنطقة العربية، حيث سيجري تنظيم حملة مشتركة لرصد هذا السقوط الذي سيؤدي إلى تفكك المختبر واحتراقه قبل وصوله إلى الأرض نتيجة الاحتكاك بالغلاف الجوي.
ولن تشكل عملية السقوط التي لا يمكن التحكم بها أي خطرٍ على الأرض أو أي من المناطق المأهولة بالسكان، حيث أن نسبة الخطر المباشر على حياة الأشخاص أو المنشآت ضئيلة للغاية، إلا أنه من الممكن أن تصمد بعض القطع وتتمكن من الوصول إلى الأرض لتستقر في البحر.
وكانت الدولة قد شهدت مؤخراً حالات سقوط لمخلفات فضائية مثل بقايا الأقمار الصناعية القديمة وبقايا صواريخ ومركبات الإطلاق، ونتج عنها إشاعات وأخبار وهلع بين الجمهور بسبب تضارب الأخبار من قبل عدد من المصادر الرسمية وغير الرسمية، ما استدعى دعوة الوكالة إلى ضرورة وضع آلية مشتركة تعمل على توحيد الجهود وتنسيقها، وضمان توحيد الرسائل بين مختلف تلك الجهات.
وبهذا الصدد، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة: "من المتوقع أن يزداد عدد الحالات التي تسقط فيها قطع حطام فضائي إلى كوكب الأرض بسبب ازدياد الأنشطة الفضائية للعديد من الدول، وعلى الرغم من حصول بعض الحوادث التي أدت إلى بعض الأضرار المادية أو خسائر بشرية نتيجة سقوط هذه القطع، إلا أن نسبتها ضئيلة للغاية".
وأضاف: "تهدف وكالة الإمارات للفضاء من خلال تنظيم هذه الورش ووضع الآلية إلى توحيد عمل جميع الجهات المعنية عند حصول هذه الحالات وضمان التعامل معها بالشكل الأمثل، بما فيها وجود مصدر واحد لإعلام الجمهور بها وسبل التحوط منها في حال صادف وقوعها في مناطق ضمن أجواء الدولة أو بالقرب منها".
يذكر أن دولة الإمارات تتمتع بقدرات عالية في مجال رصد وتحديد إحداثيات القطع الفضائية والشهب والنيازك، بفضل شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك التي جرى اطلاقها قبل نحو عامين لدعم الجهود البحثية والعلمية المتخصصة في هذا المجال، حيث توفر تقارير ودراسات فلكية مفصلة حول حركة الشهب والقطع في فضاء وسماء الدولة.
وتتكون الشبكة من ثلاث محطات مختلفة موزعة في أرجاء دولة الإمارات لتسجيل الظواهر الفلكية في سماء الدولة، وتضم كل محطة كاميرات فلكية موجهة نحو السماء، وتقوم بالتسجيل تلقائياً بمجرد الكشف عن شهاب الذي قد يكون جزءاً من الزخات الشهابية أو قطعة من حطام فضائي. وعند التقاط هذا الشهاب من أكثر من موقع واحد، يتم حساب مساره بحيث يمكن تحديد مصدره.
وكان مركز الفلك الدولي قد أنشأ قبل ثلاث أعوام برنامج دولي يشارك فيه المهتمون من مختلف دول العالم لرصد سقوط الأقمار الصناعية على الأرض، ويشرف على البرنامج الدولي أربعة خبراء، من بينهم مدير مركز الفلك الدولي، إلى جانب وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وآخرون من كندا.