وكاالة الإمارات للفضاء تنظم منتدى "المرأة في الفضاء"

19 نوفمبر 2019

نظمت وكالة الإمارات للفضاء منتدى "المرأة في الفضاء" على هامش معرض دبي للطيران 2019، وشهد حضور مجموعة متميزة من الخبراء وصناع القرار في قطاع الفضاء العالمي الذين ناقشوا أهمية مشاركة المرأة وبناء القدرات واستغلال التقنيات المتقدمة في تطوير قطاع الفضاء.

وتضمّن المنتدى عدداً من الجلسات الحوارية التي حضرها نخبة من المتحدثين من وكالة الإمارات للفضاء، وفي مقدمتهم معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة الوكالة، وسعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، وناصر الراشدي مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية، والدكتورة فاطمة يحيى العيدروس أخصائية علوم الفضاء، وهيام البلوشي مهندسة تصميم. واستهل المنتدى فعالياته بكلمة لمعالي الفلاسي أكد فيها على الدور الأساسي والهام الذي تلعبه المرأة بشكل عام في تطوير القطاع الفضائي الوطني.

وبهذا الصدد، قال معاليه: "نفخر بالكوادر النسائية ضمن القطاع الفضائي على المستوى الوطني والتي تشكل نسبة 45 % من إجمالي القوة العاملة. وعلى الرغم من أن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تشهد قصوراً في أعداد المرأة على المستوى العالمي، إلا أننا في دولة الإمارات نشهد دوراً متزايداً للمرأة في مختلف القطاعات، ما يساهم بشكل أساسي في النمو السريع والنجاحات التي يحققها القطاع الفضائي في الدولة على سبيل المثال". 

وشارك معالي الفلاسي في جلسة حوار بعنوان "التعليم ودور العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الفضاء - تطوير القدرات لبناء القطاع"، والتي سلطت الضوء على أهمية هذه المجالات وتوعية الجيل الشاب بقطاع الفضاء. وأدار الجلسة سعادة الدكتور بهجت يوسف، المستشار الخاص لرئيس جامعة زايد، كما شارك فيها كل من اسماعيل علي عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة "ستراتا"، وليان كاريت، الرئيسة التنفيذية لشركة "بوينج" للدفاع والفضاء والأمن، والذين قدموا مجموعة من الرؤى والأفكار القيمة حول الموضوع.

وأكد معالي الدكتور الفلاسي على أهمية دعم المواهب والاستثمار فيها للارتقاء بقدرات الفضاء، حيث قال: "ندعو الشباب الإماراتي إلى التركيز على مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ونحثّهم على المشاركة في تقدم قطاع الفضاء. لذا، نتعاون بشكل وثيق مع الجامعات لتطوير مناهج فضائية، ولتزويد الطلبة بأفضل الفرص لدراسة البرامج الفريدة في الخارج بهدف تحضيرهم لقيادة القطاع في المستقبل".

وأضاف: "هنالك ضرورة لتشكيل روابط بين التعليم والفضاء، بما يعزز من قيمة القطاع الفضائي في الدولة. إذ شهدنا مؤخراً خلال مهمة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية تواصله بشكل مستمر مع الطلبة لرفع مستوى الوعي بالمجالات الفضائية وإلهامهم لخوض هذه التجربة، وقد كان الإقبال والمتابعة من قبل الشباب الإماراتي أمر يوعد بجيل مقبل متميز من العلماء والمهندسين ورواد الفضاء".

من جهته، شارك سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي في جلسة حوارية بعنوان "مستقبل الفضاء - التنوع بين الجنسين والاستدامة" إلى جانب كل من معالي سارة الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، وسيمونيتا دي بيبو، مديرة مكتب الامم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، وجان إيف لو جال، رئيس المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية. وقد ناقشت الجلسة التي أدارتها الدكتورة نوالي الحوسني، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، دور مشاركة المرأة في تعزيز استدامة قطاع الفضاء التي تعد عاملاً حاسماً لنموه وتقدمه.

وفي هذا الإطار، قال الأحبابي: "نؤمن بأن تمكين المرأة أمر هام وضروري لضمان استدامة الأرض والفضاء. وشهدنا خلال السنوات القليلة الماضية فوز هيئتين إماراتيين وهما وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن رائد للفضاء بـ "جائزة التميز للتنوع في الجغرافيا والفئات العمرية والتوازن بين الجنسين"، وهو ما يسلط الضوء على التزام قطاع الفضاء الوطني في تحقيق التنوع والاستدامة على المستوى العالمي".

وأشار الأحبابي خلال كلمته إلى أن قمر "مزن سات" الصناعي الذي من المقرر إطلاقه إلى الفضاء الخارجي في وقت لاحق من العام تعمل عليه كوادر نسائية في مختلف المراحل من التصميم إلى التصنيع، منوهاً بأن القمر الصناعي سيقوم بجمع كميات ضخمة من البيانات التي ستساهم في تحقيق الاستدامة على كوكب الأرض".

في السياق ذاته، وفي إطار جلسة حملت عنوان "تسخير تكنولوجيا الفضاء وتحقيق الفائدة للقطاع"، أكد ناصر الراشدي على إمكانية إسهام قطاع الفضاء الإماراتي في تطوير القطاعات الأخرى في الدولة بفضل قدرته على تسريع عملية التنوع الاقتصادي. وأدار الجلسة كيم شوفيلد، مؤسس شركة "أو 2 كيه" والشريك الإداري فيها، وشارك في الحوار كل من جيرالدين ناجا، رئيس قسم السياسات الصناعية والتدقيق في وكالة الفضاء الأوروبية، ولوسي إيدج، الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في شركة "ستالايت ابليكيشنز كاتابولت"، وباهية الشعيبي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشركة العالمية للفضاء والتكنولوجيا.

وشاركت الدكتورة فاطمة يحيى العيدروس في جلسة بعنوان "تجاوز البيانات الضخمة اعتماداً على مراقبة كوكب الأرض" إلى جانب الدكتورة هالة الجسار من قسم الفيزياء في جامعة الكويت، وبإدارة الدكتور لويجي سكاتيا، الشريكة ورئيسة ممارسات الفضاء لدى شركة ’بي دبليو سي‘ الاستشارية. وقد ركزت الدكتورة العيدروس في مداخلاتها على أهمية تطوير تقنيات الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة التحديات البيئية.

وفاز خلال المؤتمر أربعة مستكشفين شباب للفضاء وأحد المتخصصين في التعليم بمنحة رائد الفضاء آل ووردن "السعي"، وذلك في أعقاب توقيع مذكرة للتفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء وشركة "كالمان وورلد وايد" الشهر الماضي. وسيقضي الحائزون على المنحة أسبوعاً في مخيم الفضاء الشهير التابع لمركز الفضاء والصواريخ الأمريكي في هنتسفيل بولاية ألاباما، حيث سيحظون بفرصة إجراء تجارب عملية مشابهة لتلك التي يخضع لها رواد الفضاء.

يشار إلى أن معرض دبي للطيران الذي انطلق عام 1986 يعتبر من أكبر وأهم الفعاليات العالمية في قطاع الطيران والفضاء، فهو يقدم منصةً عالمية المستوى تسلط الضوء على آخر وأهم الابتكارات في قطاعات الطيران العسكرية والعامة والتجارية. ومن المنتظر أن تكون دورة عام 2019 من المعرض الأكبر على الإطلاق بمشاركة 1300 جهة عرض و165 طائرة وبحضور مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام العالمية.