وكالة الإمارات للفضاء تحتفي بالذكرى السنوية الثانية على تأسيسها

16 يوليو 2016

تحتفي وكالة الإمارات للفضاء بالذكرى السنوية الثانية على تأسيسها، وذلك بعد تحقيقها مجموعة من الإنجازات والنجاحات الكبيرة على مختلف الأصعدة، والتي تشمل إطلاق استراتيجية الوكالة، وتطوير قطاع فضائي متكامل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم مع عدد من أهم الهيئات والمنظمات والوكالات الفضائية العالمية.

وكانت وكالة الإمارات للفضاء قد تأسست بصفتها هيئة اتحادية عامة بموجب مرسوم بقانون اتحادي رقم 1 لسنة 2014، وذلك لتنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي بما يخدم مصالح الدولة، وتشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية في الدولة وتقديم المشورة في هذا المجال، إلى جانب إقامة الشراكات الدولية في مجال القطاع الفضائي ما يعزز دور الدولة ومكانتها في القطاع الفضائي، فضلاً عن المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال قطاع فضائي وطني متطور ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء.

 

وضع أساسات متينة لقطاع حيوي

قطعت الوكالة خلال هذه الفترة القصيرة شوطاً كبيراً نحو تطوير قطاع الفضاء الوطني الذي يسعى إلى وضع ملامح علمية وتقنية جديدة في دولة الامارات العربية المتحدة، إذ تمكنت الوكالة من إنجاز وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، والتي يجري حالياً مناقشتها لدى الجهات المختصة، وهي تضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية الوطنية للقطاع، إلى جانب إطلاقها الناجح في شهر مايو 2015 لخطتها الاستراتيجية التي جاءت لتنسجم مع رؤية الإمارات 2021، والهادفة إلى أن تكون الإمارات واحدة من أفضل دول العالم بحلول يومها الوطني الخمسين بوصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ. 

وتندرج في إطار الخطة الاستراتيجية التي أطلقتها الوكالة أربعة أهداف رئيسية، يتمثل أولها في تنظيم وتطوير قطاع الفضاء وطني بمعايير عالمية بما يخدم المصالح الوطنية ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ويدعم التنمية المستدامة، فيما يتمثل الهدف الثاني في تعزيز ودعم جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء بما يدعم التقدم العلمي للدولة ويضعها بجدارة على الخريطة الفضائية العالمية، في حين يتمثل الهدف الثالث في استقطاب وإعداد كوادر وطنية ليصبحوا روادا في مجال علوم وتقنيات الفضاء المختلفة، أما الهدف الرابع فيتم التركيز من خلاله على بناء وتقوية العلاقات والشراكات الدولية في مجال الفضاء بما يساهم في تطوير قطاع الفضاء الوطني فضلا عن ضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية وفق معاير الجودة والكفاءة والشفافية.

 

اعتراف عالمي بمكانة الدولة في القطاع

نجحت الوكالة خلال العامين الماضيين في تشكيل وتعزيز أواصر التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الدولية والوكالات الفضائية التي تشاركها الرؤية في استكشاف الفضاء، موقعة مذكرات تفاهم مع نظيراتها الأمريكية والفرنسية الروسية والصينية والإيطالية واليابانية والبريطانية والهندية وغيرها، فضلاً عن نيلها عضوية في اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء بعد حصولها على موافقة أعضاء اللجنة بالإجماع، وعضوية "مجموعة مراقبة الأرض"، المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض، والتي تعتبر جميعها دليلاً على اعتراف العالم بأهمية برنامج الدولة الفضائي.

وشاركت الوكالة كذلك في عدد من الفعاليات الهامة في قطاع الفضاء العالمي، وذلك لعرض رؤيتها، ومشاركة قصص نجاحها وتبادل الخبرات مع صناع القرار العالميين، حيث شاركت الوكالة في ملتقى الفضاء الدولي في كولورادو، والذي عرضت فيه خلال ندوة خاصة بقطاع الفضاء الإماراتي نبذةً عن آخر تطورات قطاع الفضاء في الدولة وأثر هذه التطورات على النمو الاقتصادي والاستراتيجيات المستقبلية. كما شاركت الوكالة في اجتماعات لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية (كوبوس) التابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، بهدف لعب دورٍ عالمي ومؤثر في مسيرة الفضاء الدولية، والاستفادة من مبدأ التعاون الدولي وتبادل الخبرات، إضافة إلى فعاليات "منتدى مجموعة عمل الاتصالات في الحالات الطارئة" إلى جانب نخبة من المؤسسات الرائدة المعنية بتزويد خدمات الاتصالات الرقمية في مجال الإغاثة والمساعدة على إدارة الكوارث، فضلاً عن مشاركات في معرض ماكس 2015 الدولي للطيران والفضاء في العاصمة الروسية موسكو، ومعرض باريس الجوي "لوبورجيه"، وأسبوع اليابان للفضاء، ومعرض دبي للطيران، ومنتدى "الابتكار العلمي المعرفي الأول" في أبوظبي.

 

إنجازات علمية بعقول وسواعد إماراتية

ومن بين أبرز المبادرات العلمية التي جذبت اهتمام العالم وعززت من مكانة الدولة كجزء فاعل في منظومة الفضاء العالمية، كانت تنظيم الوكالة لحملة علمية مشتركة لرصد دخول جسم من الفضاء الخارجي الى الغلاف الجوي الأرضي في شهر نوفمبر 2015 بالتعاون مع مركز الفلك الدولي الإماراتي، والتي كانت من الفرص النادرة التي يكون العلماء فيها على علم مسبق بموعد ومكان سقوط جسم فضائي بشكل دقيق، ما أتاح للعالم دراسته لتطوير وتحسين أدوات التنبؤ بالأجسام التي تدور حول الارض ودراسة الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات أو النيازك أو الأقمار الاصطناعية وأجزاؤها المتهاوية.

 

تطوير المهارات البشرية المتخصصة

أما على صعيد التعليم، أطلقت الوكالة العديد من المبادرات التي من شأنها أن تُسهم في بناء رأس المال البشري الضروري للمساهمة في تأسيس اقتصاد عالمي يعتمد على المعرفة وتشجيع الطلاب على دراسة مجالات الفضاء والعلوم، من بينها البرنامج التدريبي مع "لوكهيد مارتن"، ومبادرة "المهندس الفضائي الصغير" بالتعاون مع "إيرباص"، فضلاً عن المسابقات التي تشجع الطلاب على المشاركة في المجالات العلمية والفضائية، مثل مسابقة "صمم مركبتك الفضائية" و"كوكب المريخ".

وتعاونت الوكالة من خلال فريق العمل المشترك مع وزارة التربية والتعليم ومسؤولي التربية للفئة التعليمية، لمراجعة المناهج العلمية ودراسة جدوى المناهج المتعلقة بالعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، كما وقعت مذكرة التفاهم مع كليات التقنية العليا للتعاون على تنمية كوادر بشرية واستقطاب كفاءات وطنية للعمل في قطاع الفضاء الإماراتي، وإنشاء مختبرات متطورة لبرامج الفضاء وأنظمة الأقمار الصناعية إضافة الى توفير فرص تدريب عملي للطلبة.

وعلى صعيد المنح الدراسية، وفرت الوكالة مجموعة من الفرص لابتعاث مجموعة من الطلاب المتميزين في بعثات خارجية ومحلية وذلك من خلال شراكة استراتيجية مع وزارة شؤون الرئاسة وصندوق دعم قطاع الاتصالات. كما نجحت في توقيع عدد من الاتفاقيات مع جهات تعليمية مرموقة بهدف تنظيم مخيمات صيفية لتنمية معارف الطلبة في مجال الفضاء، والتي تشتمل على زيارات إلى الجهات العاملة في قطاع الفضاء بالدولة ومرافقها المتنوعة، إضافة إلى زيارات خارجية إلى جهات ومراكز فضائية متطورة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وعملت الوكالة في الإطار ذاته، وحرصاً منها على رفع مستوى الوعي بالفضاء وعلومه، على تنظيم فعاليات لمراقبة كواكب المجوعة الشمسية بالتعاون مع مركز الفلك الدولي الإماراتي، من بينها فعاليتين لرصد ظاهرة تقابل كوكب المريخ مع الأرض على خطٍ مستقيم، وأخرى لرصد كوكب عطارد، والتي جمعت خلالها مختصين ومحاضرين في علوم الفلك واستكشاف الفضاء. وهدفت الوكالة من خلال تنظيم مثل هذا النوع من الفعاليات إلى زيادة اهتمام المجتمع بالنشاطات الفضائية للدولة مثل مشروع "مسبار الأمل" لاستكشاف الكوكب الأحمر الذي يحظى بالإشراف والتمويل من قبل الوكالة، والذي قطع حتى الآن العديد من المراحل الهامة في عمليات التصميم.

 

الرميثي: نفخر بالإنجازات ونتطلع للمستقبل

صرح سعادة الدكتور خليفة الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "نفخر بأن نحتفي بالذكرى الثانية لتأسيس وكالة الإمارات للفضاء بعد أن ثبتت أقدامنا لنؤكد على التزامنا المطلق نحو الوطن والارتقاء بمكانة الدولة ضمن قطاع الفضاء العالمي، وذلك وفاءً للعهد الذي قطعته قيادتنا الرشيدة بأن نكون من ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء، وأن نصل إلى المريخ احتفالاً باليوم الوطني الخمسين لدولتنا الغالية".

وأضاف: "عملنا في وكالة الإمارات للفضاء منذ التأسيس على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة للدولة لهذا القطاع، والتي تبلورت منذ عام 1973 عندما التقى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بوفد من وكالة ناسا للفضاء. وكانت الرؤية والرعاية والدعم الذي حظيت به الوكالة من القيادة الرشيدة بمثابة الدافع لجميع القائمين على مشاريع الوكالة المختلفة للاستمرار في بذل المزيد من الجهود للوصول إلى الأهداف الموضوعة".

وأوضح الرميثي "أن إنشاء الوكالة كان بمثابة تجسيد لرؤية الإمارات الطموحة 2021، وهي جاءت لتبني على التراث العريق والأمجاد العظيمة، والتي كانت حجر الأساس في علوم الفضاء والفلك، وذلك لإحياء تاريخ أجدادنا في ريادتهم للفضاء من خلال جهود أبناء الوطن المبدعين والأفراد المؤهلين لقيادة عجلة التميز والتفوق في هذا القطاع".

وأشار الرميثي إلى أن تأسيس الوكالة، وضع اللبنة الأساسية التي ستوفر البيئة المستقرة والمستدامة لتعزيز الابتكار في الفضاء والاستكشاف الفضائي، وخلق اقتصاد عالمي، وتحقيق نقلة معرفية، وتعزيز للقدرات الوطنية.

وأكد الرميثي أنه وعلى الرغم من حداثة تأسيس الوكالة، إلا أن الإنجازات التي حققتها خلال هذه الفترة الوجيزة وضعتها على الطريق الصحيح للحاق بنظيراتها من الوكالات الفضائية العالمية، وهي تؤسس لبنية تحتية صلبة لإطلاق المشاريع الفضائية المستقبلية التي من شأنها جذب وتشجيع الاستثمارات في القطاع، إلى جانب تطوير القطاع التعليمي ليشمل المزيد عن الفضاء وعلومه وتطبيقاته لإلهام وتطوير الكوادر المواطنة المتخصصة في مجال استكشاف الفضاء، مؤكداً في الوقت نفسه عزم الوكالة طرح المزيد من المبادرات والمشاريع التي من شأنها الارتقاء بمكانة الدولة ضمن قطاع الفضاء العالمي.

 

شهادات على النجاح

صرح مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة "الياه سات": "لعبت وكالة الإمارات للفضاء منذ تأسيسها دوراً رئيسياً في إبراز الدور الفاعل لدولة الإمارات كلاعب رئيسي ضمن مجتمع الفضاء العالمي، وذلك من خلال تطوير وتنمية الكوادر المحلية وتشجيع استكشاف آفاق جديدة. وأصالة عن نفسي وعن فريق شركة "الياه سات" وزملائنا في قطاع الفضاء والأقمار الصناعية، نتوجه بالتهنئة إلى وكالة الإمارات للفضاء بمناسبة الذكرى السنوية الثانية على تأسيسها".

من جانبه، أكد سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام "مركز محمد بن راشد للفضاء" أن "وكالة الإمارات للفضاء" استطاعت في عامين ان تحرز عدد من الإنجازات التي عززت  دور الإمارات في مجتمع الفضاء العالمي ولعبت دوراً محورياً محلياً على صعيد استراتيجية الفضاء وتنظيم القطاع.

وشدد الشيباني على ان الاتفاقيات التي وقعتها الوكالة مع نظيراتها، والمؤتمرات والمنتديات التي نظمتها او شاركت فيها فتحت آفاق جديدة لجميع الأفرقاء المعنيين بالفضاء في دولة الإمارات". وثمّن الشيباني الدور الإشرافي والداعم للوكالة في "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" - "مسبار الأمل"، وحرصها على توفير كل ما يلزم من إمكانيات لضمان سير المشروع وفق الجدول الزمني الموضوع وضمان نجاحه".

من جهته، قال برنارد دن، رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا: "تحتفل "بوينج" هذا العام بمرور 100 عام على تأسيسها، ونحن نتطلع إلى الـ100 عام المقبلة بترقب كبير. ونحن في بوينج نؤمن بأن استكشاف الفضاء يعد مجال هام بالنسبة لبوينج ولدولة الإمارات العربية المتحدة."

وأضاف بيرني: "نحن نتقدم بالتهنئة إلى وكالة الإمارات للفضاء على مرور عامين على تأسيسها، ونحن فخورون بأن نشهد التقدم المستمر لهم والشراكات الناجحة التي تم إنشائها. نحن نسعى للعمل جنبا إلى جنب مع شريكنا لتسريع الأنشطة المخطط لها بيننا، والعمل على رسم ملامح مستقبل استكشاف الفضاء ودعم رحلة استكشاف إلى المريخ".

وفي الإطار ذاته، قال سامر حلاوي، الرئيس التنفيذي لشركة الثريا للاتصالات: "راقب العلماء العرب على مدى التاريخ النجوم لمعرفة المزيد عن العالم من حولهم، ويستمر هذا التقليد في النهج الرائد والشامل لوكالة الإمارات للفضاء".

وأضاف: "لقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير طرقٍ جديدة للعمل خدمة للبشرية، حيث قامت وكالة الإمارات للفضاء منذ تأسيسها ببناء جسور مع وكالات الفضاء العالمية الرائدة، نظراً لأن مشاركة المعرفة العلمية وروح التعاون ستخلق إرثاً دائماً. 

وأشار حلاوي إلى أن استثمارات الدولة في قطاعي الأقمار الصناعية والفضاء بدأت منذ 18 عاماً مع إطلاق شركة "الثريا" للاتصالات، والتي أصبحت اليوم المشغّل الرائد عالمياً لخدمات الاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الصناعية "إم أس أس" بفضل ابتكاراتها، حيث أن هدفها هو إنقاذ وتحسين جودة الحياة. وأكد حلاوي أن هذا الهدف سيتعزز  من خلال وكالة الإمارات للفضاء، والتي تهدف إلى تحسين حياة البشرية من خلال الأبحاث وتطبيق التكنولوجيا في الفضاء.