انطلقت تجربة طالبة المرحلة الثانوية الإماراتية علياء المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في إطار التعاون المستمر بين "وكالة الامارات للفضاء" "وبوينج" و"miniPCR" وصحيفة ذا ناشيونال الذي يهدف إلى رعاية جهود الأبحاث المتميزة والقائمة على الحمض النووي من خلال مسابقة الامارات للجينات في الفضاء.
وتوفر المسابقة التي أطلقتها شركة بوينج وبدعم من وكالة الإمارات للفضاء وminiPCR وصحيفة ذا ناشيونال للطلاب ضمن المرحلة الدراسية بين الصفين السابع والثاني عشر فرصة تطوير تجارب قائمة على الحمض النووي التي يمكن إجراؤها من قبل رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية.
وستكون تجربة علياء المنصوري الطالبة بمدرسة المواكب في منطقة البرشاء بدبي، والبالغة من العمر 15 عاماً، ثالث تجربة من نوعها تحظى بفرصة الانطلاق نحو محطة الفضاء الدولية برعاية مسابقة الامارات للجينات في الفضاء". كما أنها أول تجربة يبتكرها طالب يشارك في مسابقة الامارات للجينات في الفضاء من خلال التعاون مع شركاء محليين داعمين هم وكالة الإمارات للفضاء وصحيفة "ذا ناشيونال".
وقال معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء أن تنظيم المسابقة ودعمها من قبل وكالة الإمارات للفضاء جاء استكمالاً لجهود الدولة في دعم الشباب الإماراتي الطموح ومبادراته المبتكرة، معتبراً أن المسابقة ساهمت في إبراز اهتمام الشباب بمختلف فئاته في المجالات الفضائية وتطبيقاتها العلمية والتكنولوجيا المرتبطة بها، خاصة وأن هذه المجالات تعتبر عماد نمو الدولة وطريق تفوقها بين نظيراتها.
ونوه معاليه بأن قطاع الفضاء الوطني حقق مجموعة من المنجزات على صعيد الارتقاء بالكفاءات الوطنية وزيادة الوعي العام بقطاع الفضاء خاصة في أوساط الشباب والشابات من مواطني الدولة، مشيراً إلى أن المسابقة أتاحت الفرصة لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق أهم الأهداف الاستراتيجية للوكالة في تطوير رأس المال البشري في قطاع الفضاء.
وأعرب معاليه عن فخره بأبناء الوطن، والذين أثبتوا من خلال مشاركتهم في هذه المحافل الدولية أنهم على قدر المسؤولية والإمكانيات والكفاءات التي تسهم في رفع اسم الإمارات عالياً.
وأشار سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إلى أن الخطط الاستراتيجية للوكالة تهدف إلى تطوير المقدرات والمؤهلات الوطنية والإقليمية في علوم الفضاء والمواد العلمية، حيث كانت المسابقة منصة للتفاعل مع الأجيال الشابة في هذا الإطار.
وقال الدكتور الأحبابي: "إن تنظيم المسابقة للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر دليلاً على المكانة المتميزة التي وصل إليها قطاع الفضاء الوطني والتقدم الذي حققه، وبخاصة من خلال الدعم الذي أولته دولة الإمارات للمسابقة".
وقالت المنصوري إن مسابقة الإمارات للجينات في الفضاء شكلت مصدر إلهام لها من خلال منحها فرصة مساعدة رواد الفضاء المستقبليين على الوصول بأمان إلى كوكب المريخ".
وأضافت: "إن الحاجة إلى الاكتشاف تربطنا جميعاً كبشر وتلهمنا بطرق مختلفة لتحقيق التقدم. قمت بالنظر إلى حاجة رواد الفضاء إلى الحماية خلال رحلاتهم أو على الأقل كيف يمكننا تزويدهم بطرق جديدة لرؤية التغيرات التي تطرأ على أجسادهم مع العلم بأنه قد يكون من الممكن منع وقوع مثل هذا الضرر تماماً".
وسوف تتبع جهود علياء المنصوري البحثية، المسار الناجح لآنا- صوفيا بوغوراييف التي فازت بالدورة الافتتاحية من مسابقة الامارات للجينات في الفضاء" في عام 2015، وجوليان روبينفين، الذي فاز بالمسابقة عام 2016، بالإضافة إلى الفائزتين في عام 2017 وهما إليزابيث ريزيس وصوفيا تشين. وعمل الطلبة مع علماء مرموقين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعتي هارفارد وييل، حيث قام العلماء بتوجيههم فيما يتعلق بإعداد مشاريعهم ثم إجراء الأبحاث الخاصة بهم في بيئة فريدة توفرها محطة الفضاء الدولية. ونتج عن هذه الأبحاث تقارير علمية منشورة لضمان إتاحة النتائج التي توصل إليها الطلبة أمام الباحثين الذين يعملون على فك رموز الرحلات الفضائية المأهولة.
وقال برنارد دن، رئيس بوينج في الشرق الأوسط وتركيا وشمال أفريقيا: "يمتلك الطلبة الذين شاركوا في هذه المسابقة خيالاً واسعاً وإبداعاً فريداً استفادوا منه في أبحاثهم التي تقدموا بها، والتي أعتقد أنها تدفعنا للعمل بجد مثلهم بهدف ضمان نجاح التجربة ومعرفة أن النتائج تقدم مساهمة ذات مغزى للعلم ولمستقبل استكشاف الفضاء من قبل البشر."
وستدرس تجربة علياء المنصوري أي تغييرات قد تطرأ على التعبير البروتيني للحمض النووي الذي يتم إنتاجه في الفضاء. وقد توفر نتائج هذه التجربة أدلة حول كيفية منع موت الخلايا غير المرغوب فيه بهدف الحفاظ على صحة رواد الفضاء في المستقبل خلال البعثات طويلة الأجل إلى الفضاء البعيد، بما في ذلك الرحلات الفضائية إلى كوكب المريخ.
وعملت المنصوري مع علماء من miniPCR بهدف إعداد تجربتها للانطلاق نحو محطة الفضاء الدولية وإجرائها على متن المحطة. ومن خلال استخدام جهازminiPCR الذي يقل حجمه عن صندوق القفّازات، لإنتاج نسخ متطابقة من الحمض النووي، سيُمكن رواد الفضاء من خلق سلاسل متعددة من الحمض النووي في الفضاء لمعرفة التغير الذي يمكن أن يطرأ عليها.