تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية "يونيسبيس +50"، الذي تستضيفه العاصمة النمساوية "فيينا" خلال الفترة بين 18 21 يونيو الجاري.
وتتمثل مشاركة الدولة بوفد رفيع المستوى من وكالة الإمارات للفضاء برئاسة معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة الوكالة، وسعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، وفريق الإدارة العليا.
وسيقام المؤتمر بالتزامن مع الذكرى ال50 لانطلاقته، حيث سيجمع بين الإسهامات المشتركة للنسخ الثلاثة السابقة التي عقدت في الأعوام 1968 و1982 و1999 لتعزيز حوكمة الفضاء على الصعيد العالمي، كما سيسلط الضوء على الجهود الحالية المبذولة في قطاع الفضاء، وسيحدد الدور المستقبلي لعمل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية التي تُعنى باستكشاف الفضاء والأنشطة الفضائية.
ويسعى المؤتمر لتحديد دور ومستقبل لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (كوبوس) بما يتماشى مع "أهداف التنمية المستدامة 2030"، وهي اللجنة التي انضمت إليها وكالة الإمارات للفضاء أواخر العام 2015 عقب تصويت أغلبية الدول لصالح قرار الانضمام خلال اجتماع اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ومن المقرر أن يلقي معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي كلمة دولة الإمارات الرسمية ضمن الجلسات رفيعة المستوى الخاصة بلجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، والتي سيؤكد فيها على أهمية القطاع الفضائي وتطوره خلال نصف قرن، إلى جانب خطط القطاع على المستوى الوطني والإنجازات التي حققها، فضلاً عن دعمه لمستهدفات مؤتمر "يونيسبيس +50" ومخرجاته.
وبالإضافة إلى ذلك، يشارك سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة في جلسة مخصصة لقادة وكالات الفضاء العالمية، والتي سيركز فيها على أهمية التعاون الدولي في الاستكشاف الفضائي والاستخدام السلمي للفضاء ودور العلوم والتكنولوجيا في دعم نمو المجتمعات حول العالم، إضافة إلى كلمة رئيسية في جلسة خاصة بعنوان "كوكبي، مستقبلي" تناقش دور قطاع الفضاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث سيؤكد فيها على التزام دولة الإمارات في هذا السياق.
من جانب آخر، ستشارك المهندسة حمدة الشحي من إدارة المهمات الفضائية في الوكالة بجلسة خاصة للشباب، والتي ستناقش البيئة المتغيرة للفضاء ودور التطورات التكنولوجية في توفير فرصٍ جديدة للمجتمعات حول العالم، إضافة إلى سبل مساهمة الشباب في تحقيق التغيير الإيجابي ضمن القطاع وقيادته مستقبلاً.
وتشارك الوكالة أيضاً في جناح الدولة ضمن المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي سيُقام خلال الفترة بين 18 23 يونيو، وذلك إلى جانب الشركات العاملة والمُشغلة للقطاع لتسليط الضوء على القطاع الفضائي الوطني من حيث المقدرات والاستثمارات، فضلاً عن مشاريعه الحالية وخططه المستقبلية على صعيد الاستكشاف الفضائي وبناء القدرات والبحث العلمي.
وتستضيف الوكالة على هامش المؤتمر فعالية اجتماعية بالتعاون مع بعثة دولة الإمارات إلى فيينا، والتي تهدف إلى توطيد أواصر التعاون مع سفراء الدول الأجنبية، وأعضاء لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، إلى جانب قادة وكالات الفضاء العالمية والممثلين رفيعي المستوى المشاركين في جلسات المؤتمر.
وبهذا الصدد، قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: "تؤكد استضافة دولة الإمارات للمنتديات التمهيدية للمؤتمر على المكانة المتميزة التي وصلت إليها دولة الإمارات على صعيد القطاع الفضائي العالمي، ودورها في تشكيل ملامحه المستقبلية إلى جانب المجتمع الدولي من خلال "إعلان دبي" المنبثق عنها في عام 2017، والذي ستكون مخرجاته وتوصياته عاملاً أساسياً في وضع الأطر العامة التي ستبنى عليها أنشطة القطاع ضمن خطط ومستهدفات الأمم المتحدة للعام 2030".
وأضاف: "نسعى من خلال المشاركة الفاعلة في المؤتمر إلى التأكيد على دور دولة الإمارات والتزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ودفع نمو قطاع الفضاء الوطني، وذلك من خلال تطوير كافة أشكال التعاون مع المجتمع الدولي والأطراف المعنية ضمن القطاع لبحث تكامل مختلف القدرات التي تتمتع بها الدول مع بعضها البعض، وتبادل الخبرات بشكل يسمح بالارتقاء بمستوى معيشة البشرية ورفاهها".
وكانت إمارة دبي قد استضافت اثنين من المنتديات الثلاثة رفيعة المستوى التمهيدية للمؤتمر تحت عنوان "الفضاء كدافع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة"، والتي صدر عنها "إعلان دبي" الذي ضم توصيات تحث على متابعة استخدام الفضاء لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتأكيد على توافر نهج متكامل بين قطاع الفضاء والقطاعات الأخرى لفهم وتلبية احتياجات المستخدمين والمجتمع عموماً، كما تضمن الإعلان تأكيداً على أن استكشاف الفضاء هو محرك للابتكار وتعزيز التعاون الدولي.
وركزت المنتديات على أربعة محاور رئيسية هي "اقتصاد الفضاء"، و"مجتمع الفضاء"، و"الوصول إلى الفضاء"، و"دبلوماسية الفضاء"، والتي من المتوقع أن تكون الركائز الأساسية الأربع التي سيقترحها المؤتمر ضمن توصياته للاعتماد ضمن "أجندة الأمم المتحدة للفضاء 2030".
وسعت المنتديات إلى توفير منصة لتبادل الخبرات وتعميق الوعي حول الأنشطة الفضائية الحالية في استخدام تكنولوجيا الفضاء ومساهمة القطاع بالاقتصادات والمجتمعات وديبلوماسية الدول، إضافة إلى فوائد القطاع التي تنعكس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحديد الاستراتيجيات لربط النشاطات الفضائية كدافع لهذه التنمية.
واستقطبت المنتديات ممثلين عن الهيئات الوطنية والاقليمية والمؤسسات العالمية العامة والخاصة، إضافة إلى صناع القرار والسياسات من الوكالات الحكومية وخبراء من وكالات الأمم المتحدة ومجتمع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية، فضلاً عن مراكز التميز العالمية والباحثين في مجال الفضاء الخارجي وقادة المجتمع المدني، وذلك لمناقشة دور علوم وتكنولوجيا الفضاء في رعاية النمو العالمي.