وكالة الإمارات للفضاء تحتفي بالذكرى السنوية الرابعة على تأسيسها

12 يوليو 2018

احتفت وكالة الإمارات للفضاء اليوم (الخميس)، بالذكرى السنوية الرابعة على انطلاقتها، وذلك في حفل رسمي جرى تنظيمه بأبوظبي، والذي سلطت خلاله الضوء على مجموعة الإنجازات والنجاحات الكبيرة التي حققتها الوكالة منذ عام 2014 في إطار مهمتها المتمثلة بتنظيم وقيادة أنشطة قطاع الفضاء على مستوى الدولة.

وأقيم الحفل بحضور معالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وأعضاء مجلس إدارة الوكالة، وسعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، إلى جانب عدد من الموظفين والمسؤولين الحكوميين، والأطراف المعنية والشركات العاملة والمُشغلة لقطاع الفضاء الوطني، فضلاً عن الشركاء المحليين والعالميين.

وقال معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي في كلمته خلال الحفل: "إن السنوات الأربع التي مضت منذ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، وضعت قطاعنا الواعد في قالب استراتيجي، ومنحته القدرة على مواكبة الثورة التكنولوجية، وحجزنا لأنفسنا خلالها مقعداً متقدماً في مضمار السباق العالمي، في سبيل تحقيق المنفعة للبشرية، وبناء جيل متمكن، متعلم، ومبتكر، قادر على مواصلة المسيرة والمهمة الوطنية بامتياز، نعم يحق لنا أن نفخر بما حققناه، فالتحديات التي تجاوزناها باتت أساساً لإطلاق المزيد من المبادرات والبرامج الفضائية النوعية الجديدة التي ستضمن لنا توفر الحافز، ومواصلة التطوير والبناء لتحقيق مستهدفاتنا".

وأضاف معاليه: "واصلت وكالة الإمارات للفضاء مهمتها في تنظيم ودعم وتطوير القطاع الفضائي في الدولة، بالتزامن مع عملية الإطلاق المستمر للبرامج والمشاريع والمبادرات الفضائية الطموحة، التي تترجم الرؤى والاستراتيجيات والخطط الحكومية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على العديد من القطاعات الحيوية الأخرى في الدولة، وبخاصة قطاع التعليم والبحث العلمي".

ومن جانبه قال سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة: "لم تضع الوكالة أي حدود لطموحتها منذ تأسيسها، وذلك هو الحال عندما يتعلق الأمر برغبات الشباب الإماراتي المتميز والطموح، الذي سعى بجد لدخول مجالات الفضاء المتنوعة، حتى اقتربنا اليوم من تحقيق هدف، هو من أهم الأهداف التي عملت الوكالة على تحقيقها، برؤية رائد فضاء إماراتي يرفع اسم الدولة إلى الفضاء نحو محطة الفضاء الدولية".

وأضاف: "لقد حققت وكالة الإمارات للفضاء قفزة نوعية استراتيجية واستثنائية في فترة زمنية قصيرة من عمر أي مشروع فضائي، هذه القفزة وضعتنا على مقربة من الوصول إلى أهدافنا، وشكلت أساساً لانطلاقنا، حتى استطعنا أن نثبت للعالم مكانتنا وعزيمتنا".

 

إنجازات وطنية وعالمية

وسلط الحفل الضوء على إنجازات الوكالة خلال السنوات الأربع الماضية في عدة مجالات والتي نجحت من خلالها في النهوض بالقطاع الفضائي على المستوى الوطني، وتشكيل ملامحه وأطره التشريعية والقانونية، وإطلاق مشاريعه ومهامه الفضائية المختلفة، وتشكيل المنظومة التعليمية المتكاملة لرفده بالكوادر المتخصصة لقيادته واستدامة نموه في المستقبل.

وحقق القطاع الفضائي خلال الفترة الماضية وبدعم كبير من الوكالة العديد من الإنجازات والنجاحات، أبرزها إطلاق مجموعة من المشاريع الوطنية الهامة التي تعكس طموح الدولة ومساعيها لريادة القطاع على مستوى المنطقة، أبرزها البرنامج الوطني للفضاء الذي يُعد أكبر خطة علمية متكاملة من نوعها في المنطقة لما تتضمنه من مشاريع فضائية وعلمية فريدة تشكل الإطار الجامع لمبادرات الدولة التي تستهدف استكشاف الفضاء.

ويضم البرنامج العديد من المشاريع التي نجحت خلال وقت قصير من إطلاقها وبدعم من الوكالة في تحقيق إنجازات نوعية وقطع أشواط طويلة، من بينها برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي شهد إقبالاً واسعاً من أهم العقول والكفاءات الوطنية في مختلف المجالات وصل إلى أكثر من 4 آلاف طلب انتساب، إضافة إلى مشروع "مدينة المريخ العلمية" المزمع افتتاحها في العام 2020، لتكون نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، فضلاً عن نجاح مشروع "مسبار الأمل" في الانتقال بأيادٍ إماراتية من مرحلة التصميم إلى مرحلة التجميع.

وعلى صعيد الأقمار الاصطناعية، شهد العام إطلاق "الياه 3" التابع لشركة "الياه سات" الذي يعتبر خطوة هامة في استراتيجيتها لتوسيع نطاق تغطية الخدمات الموفرة لتصل لأول مرة إلى قارة إفريقيا قارة أمريكا اللاتينية، كما شهد تدشين القمر الاصطناعي "خليفة سات" التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء ليصبح الأول الذي يجري تطويره بالكامل بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين. إذ سيكون إضافة جديدة إلى مجموعة الأقمار الاصطناعية العالية التقنية لما سيقدمه من بيانات وصور عالية الدقية بمواصفات تتوافق مع أعلى معايير الجودة في قطاع الصور الفضائية والتي ستمّكن المؤسسات الحكومية من الوصول إلى نتائج أدق في الدارسات التي تجريها كلٌّ حسب مجالاتها واختصاصاتها، لتقدم بالتالي دعماً أكبر للمشاريع في شتى المجالات الحيوية.

وبالإضافة إلى ذلك، نجحت الوكالة بالتعاون مع "جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا" و"الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة" في إطلاق مشروع تطوير القمر الصناعي "مزن سات" لدراسة الغلاف الجوي للأرض، والذي سيجري إطلاقه في العام 2019 ليقيس عند وصوله إلى مداره كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزعها في الغلاف الجوي، حيث سيقوم فريق من الطلاب برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى محطة أرضية في الدولة. وسيقدم القمر الاصطناعي رؤى معمّقة حول مدى تركيز المواد المغذية في المياه الساحلية للخليج العربي، مما يوفر توقعات دقيقة حول نمو الطحالب البحرية، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية ذات الصلة في الوقت المناسب، حيث تم استعراض التصميم المبدئي للمشروع في شهر مايو الماضي.

وعلى الصعيد التنظيمي والتشريعي، نجحت الوكالة خلال الفترة الماضية في إصدار السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، وهي في المراحل الأخيرة من إعداد الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء المتوقع إصدارها قريباً، إلى جانب قانون الفضاء الذي من المقرر إصداره مع نهاية العام الجاري بعد موافقة الجهات المختصة.

أما على صعيد تعزيز المكانة العالمية فنجحت الوكالة في الحصول على الاعتراف من مختلف الهيئات والمنظمات الدولية والوكالات الفضائية العالمية على مستوى العالم والعالم العربي، حيث وصل عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعتها الوكالة مع هذه الجهات إلى أكثر من 25 اتفاقية ومذكرة هامة تشمل كافة نواحي التعاون في مجالات عدة أبرزها الاستكشاف الفضائي والتبادل المعرفي، وذلك مع وكالات الفضاء الأمريكية والفرنسية والروسية والجزائرية والكندية والصينية والإيطالية واليابانية والبريطانية والكورية الجنوبية وغيرها، وتم التوقيع مؤخراً على مذكرات تفاهم مع حكومة جنوب استراليا وجنوب افريقيا، بالإضافة لتوقيع خطاب نوايا مع "المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية" وروسيا وكازاخستان للدخول في مشاريع مشتركة.

وحصلت الوكالة على عضوية أهم المنظمات العالمية ضمن قطاع الفضاء العالمي، كعضوية "الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية"، و"مجموعة التنسيق الدولي لاستكشاف الفضاء الخارجي"، و"اللجنة الدولية لأنظمة الملاحة العالمية باستخدام الأقمار الصناعية"، و"مجموعة مراقبة الأرض"، و"مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي"، و "لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية" التابعة للأمم المتحدة، ومؤخراً وقعت دولة الإمارات رسمياً على "الميثاق الدولي للفضاء والكوارث".

ومثلت الوكالة الدولة في أهم الفعاليات والمعارض والمؤتمرات العالمية ذات الصلة بالقطاع لعرض رؤيتها ومشاركة قصص نجاحها وتبادل الخبرات مع صناع القرار العالميين، منها المعرض والمؤتمر السنوي للأقمار الاصطناعية، ومعرض ماكس الدولي للطيران والفضاء في العاصمة الروسية موسكو، ومعرض باريس للطيران، وأسبوع اليابان للفضاء، ومعرض دبي للطيران، ومنتدى "الابتكار العلمي المعرفي الأول" في أبوظبي، والمنتدى الدولي لاستكشاف الفضاء في طوكيو، والملتقى الدولي للفضاء بكولورادو، ومعرض بت الشرق الأوسط وافريقيا، ومؤتمر عمليات الفضاء "سبيس أوبس2018"، وأخيراً كان مؤتمر الأمم المتحدة لاستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية يونيسبيس+50 في العاصمة النمساوية فيينا، والذي اعتمدت من خلاله دولة الإمارات قراراً يؤكد على أن قطاع الفضاء هو الدافع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

يضاف إلى كل ذلك الإنجاز النوعي الذي تمثل بفوز دولة الإمارات باستضافة الدورة الـ 71 للمؤتمر الدولي للفضاء وهو الأكبر من نوعه على مستوى العالم للمرة الأولى على مستوى المنطقة ومنذ انطلاقه في العام 1950، وهذا دليل على اعتراف العالم ببرنامج الإمارات للفضاء ومشاريعه.