الإماراتيون طلائع الحياة على كوكب المريخ

09 مارس 2017
الإماراتيون طلائع الحياة على كوكب المريخ

لم تكن السماء يوماً عائقاً لا يمكن تجاوزه. إننا بإعلاننا اليوم في دولة الإمارات عن مبادرتنا لبناء مستوطنة بشرية مصغرة على كوكب المريخ بحلول عام 2117م نؤكد الفكرة القائلة بأن الحلم يمكن تحقيقه، ولدينا العزيمة لنحققه. إننا لا نعرف المستحيل ولا يهوّن من همتنا ما ينعتونه بالمستحيل، لأننا طالما نتسلح بالخيال والروح العالية والمبادرة بالعمل فسوف يظل استكشاف الكون دائماً وأبداً حقاً مشروعاً لنا. إن ما ننجزه اليوم هو ما سينتفع به أحفادُنا وما سيعملون على تطويره بمثابرة لا تعرف الكلل. إننا نجاهد لتوسيع الآفاق إلى عوالم لم نتخيل يوماً أن نصل إليها، وسنظل نبذل قصارى جهدنا لأن ذلك هو النهج الوحيد لتحقيق النمو والازدهار.

نعم، سنكون طليعة المؤسسين لحياة على سطح المريخ، لكن مجرد بناء المستوطنة البشرية المصغرة على الكوكب الأحمر ليس نهاية المطاف الذي نأمله، فهدفنا هو تحقيق ريادية المسار نفسه، الذي سيكون طليعياً بقدر ما ننجزه خلال مسيرتنا من ابتكارات جوهرية في مجالات التقنية والبحث العلمي. إن الأمر لا يتعلق بكوكب المريخ في حد ذاته بقدر ما يتعلق بروح الاستكشاف والمعرفة وتحسين حياة البشر التي تبثها فينا هذه المهمة.

إن مهمة استكشاف المريخ التي تستمر مائة عام ستغير من حياتنا لأنها ستغير من مفاهيمنا وستأتي بكل مستجد في ميادين النقل والطاقة والتغذية. إنها مهمة تدفع الباحثين والعلماء والآخرين من ذوي الرؤى الثاقبة إلى الإمعان في التفكير والبحث عن أحدث السبل وأفضلها لتوفير الوقت وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والفاعلية واستدامة مصادر القدرة والطاقة وتحسين حياة البشر وعافيتهم.

إن دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ والتعرف على أسباب جفاف الكوكب أمر في غاية الأهمية لأنه يجعلنا نفطن إلى أهمية الاستعداد المبكر للعمل على حماية كوكب الأرض من حدوث نفس نمط التغيرات واتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية، وهذا أحد أهم ركائز بنية مشروع مسبار الأمل 2021 الذي سيكون بمثابة الفصل الافتتاحي في المهمة الاستكشافية التي تستمر قرناً من الزمان.

إن هذه المهمة ستكون دافعاً لاتحادنا كقوة واحدة توظف تراثها العربي والإسلامي الراسخ ورصيدها المعرفي في مجال علوم الفلك لتوجيه الموهوبين من أجيالنا الصاعدة نحو تمهيد المسار الرائد لهذه المهمة بتعاونهم مع أرفع الخبراء العالميين في صناعة الفضاء، وتكريس أفكارهم الثاقبة لتمهيد سبل إنجاحها.

 لقد بثت فينا هذه المهمة روح التغيير، فقد مكنتنا من ترسيخ هذه الثقافة والتوجه نحو تحقيقه داخل مجتمعاتنا المحلية وجامعتنا البحثية ومدارس العلم، حتى تعلم شعوبُنا أننا معاً يمكن لنا أن نحلم ونحقق الحلم على أرض الواقع.

لقد استطعنا في غضون سنوات قليلة من تشييد أساس متين وبنى تحتية مكّنت قطاع الفضاء الإماراتي من تحقيق التميّز، فقد كونا شراكات دولية مع الرواد العالميين في مجال صناعة الفضاء ورحبنا بهم في أبوظبي لنتعلم الكثير عن الكون الذي نعيش فيه، ونعمل عن قرب مع الجميع، ونركز على كيفية دراسة الكثير عن الكيفية التي ينطلق بها الإنسان خارج مدار كوكب الأرض ومنه إلى الكون الفسيح.

لقد وضعنا المعايير في أعلى درجاتها لنقول لشبابنا: انطلقوا وابلغوا ما سطرناه. لقد وضعت قيادات دولة الإمارات نصب عيونها على مستقبل مشرق لهذا الوطن، وستمكّننا مهمة استكشاف المريخ من خلق آلاف الفرص التي تستوعب ذكاء أبنائنا، وذلك حتى نتمكن من وضع الإمارات في طليعة ركب رُقيّ الإنسانية وهو مقامها الذي تستحقه بجدارة.  

تنويه: النسخة العربية من هذا المقال هي ترجمة للنص باللغة الانجليزية للعلم فقط، وفي حالة وجود تناقض بينهما، فإن النص باللغة الانجليزية سيسود